[walaa farouk]

رجال في الكتاب المقدس عاشوا تحت ضغط مثلنا في حياتهم ..
فكيف تعاملوا معه؟




نوح، ذلك الرجل الذي اختاره الله ليبشّر الناس بهلاك قريب (الطوفان)
وخلاص ليس ببعيد (الفلك)، فكانت النتيجة الاستهزاء لا التقدير،
وقدّموا إليه التكدير لا المساعدة. لكنّه نراه تحت الضغط ظل متمّسكاً بالرسالة
لثقته بمَن أرسله ولم يهمه كلام الناس .

سيدي، أعنّي على استهزاء كل تائه وتكدير كل أعمى،
فلا أتركهم في توهانهم وظلمة عيونهم بل أثبت في حقك الذي أرشدني
وفتح عيناي وأثق أنه هكذا
سيفعل بهم.



يوحنا المعمدان، صوت الحقّ الصارخ في البرية،
الذي اختار تحت الضغط وهو في السجن أن لا يتنازل عن الحق حتى إن كلّفه حياته.،
اختار ألا يوافق الملك هيردوس علي خطاياه " وكانت النتيجة قطع رأسه!

ياالله، قد لا أكون بشجاعة المعمدان فقد يحنيني وعيد القصر
، أو تغريني وعوده. لكني واثق إنك يا من أوكلتني علي الحق
تعطيني كل ما يلزمني لإتمام ما أرسلتني من أجله..




حبقوق، نبي أرسله الله لشعبه ليحذّره من الدينونة
إلا أن الشعب لم يستمع له. نراه تحت الضغط يصارع مع الله
متسائلاً "لماذا تسكت عن الظلم؟" لكنه يعود في نهاية الرحلة
ليعلن إنه برغم كل شيء وبرغم الإحباطات وبرغم غياب الثمر
إلا أني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي.

ارفع عيوننا إليك، وافتح بصيرتنا لنرى فرحنا وقوّتنا وثباتنا الذي هو فيك لا فيما يحدث حولنا
، أعطنا قلوبًا مثابرة تزرع حتى وإن أحبطها غياب الثمر.

ايليا، النبي الناري الذي هزم وفضح ضعف أنبياء البعل على جبل الكرمل وانتصاره عليهم،
نراه تحت الضغط يهرب خوفاً على نفسه من الموت بل ويطلب من الله الموت
، لكن نرى الله لم يتخلى عنه، نراه يشدده ويعضده
ويرسل له ملاكه بحياة وقوّة لمسيرته القادمة.
نعم قد ننهار أحيانًا تحت الضغوط لكن الله لن يتخلّى عنّا،
نحن أبناؤه قبل كل شئ.





إبراهيم أبو الآباء، رجل الإيمان الذي أخذ وعدًا من الله
بابن من سارة، وظلّ يصارع ما بين ثقته في إله لم يخذله،
وتقدّم عمره الذي يزيد الأمر صعوبة، ثم بعد أن أعطاه الله الابن،
يطلبه منه ذبيحة. أليس هذا يا ربّ الذي وعدتني أن أكون من خلاله أبًا لجمهور كثير،
فكيف تطلبه!؟ لكن نرى إبراهيم تحت الضغط يُطيع ويقدّم إبنه بكل إيمان
واثقًا أن من أعطى الوعد هو كفيل بتنفيذه،
سيّدي علمّني أن أطيعك في كل الأحوال وتحت جميع الظروف.