[walaa farouk]

هذان القديسان هما ابنا فالنتينوس ملك الروم
، وقد أكملا حياتهما المملوءة بكل فضيلة بعد أن أتمّا كل وصايا الأناجيل المقدسة.
وقد كتب هذه السيرة رئيس الشمامسة الأب بيشوي الذي من القسطنطينية، والذي سكن برية شيهيت بجوار رجل الله أنبا مقار،
ثم وضع هذه السيرة في الكنيسة
التي بُنيت على جسدي القديسَيْن لمنفعة كل مَنْ أراد أن يحيا مع الله.

إيمان فلاسـفة أثينـا:
سمع اثنان من فلاسفة أثينا الوثنيين بمعجزات هذين القديسين فاستهزآ. ثم أرادا أن يجرِّبا القديسين بمكرٍ وخبثٍ، فضمّا أيديهما وربطاها بأشرطة كأنهما أبرصان وأقطعان، وأغمضا عينيهما مثل العميان، وأخذا معهما رجلاً ثالثًا كما لو كان يقودهما. ولما وصلوا إلى مسكن القديسين قرعوا الباب، فأجاب القديس دوماديوس قائلاً: ”ماذا تريدان في هذا المكان“؟ فقالا: ”جئنا إليكما يا قدِّيسي الله لنتوسل إليكما أن تصلِّيا علينا لكي نُشفى لأننا أبرصان أقطعان أعميان، وقد قادنا هذا الرجل إلى هنا“. فقال لهما القديس دوماديوس ببساطةٍ: ”فليشفِكما الرب يسوع المسيح وليعمل معكما كما طلبتما“. ففي الحال أصبحا أبرصين وأعميين وانكمشت يدا كلٍّ منهما وأصبحا أقطعين. فصرخا بصوتٍ عظيمٍ قائلين: ”يا رجل الله ارحمنا لأننا جئنا إلى هنا لنجرِّبكما“.
وانطرح كلاهما عند أقدام القديسين بإيمانٍ عظيم قائلين: ”نرجوكما أن تشفقا علينا وتعينانا، فمن اليوم سنصير مسيحيين، وسنكون خادمين للمسيح“. فقال لهما القديس مكسيموس: ”هل تؤمنا الآن أن يسوع هو ابن الله“؟ فقالا: ”نعم نؤمن من كل قلبينا ياسيّدينا القديسين أن يسوع هو ابن الله وليس غيره“. فلما سمع خادما المسيح هذه الكلمات منهما صلَّيا على قليل من الزيت وأعطياه لهما قائلين: ”اذهبا إلى مكان القديس لونديوس واغتسلا في بئره وارشما ذاتيكما بهذا الزيت، وإننا نؤمن أن الخلاص سوف يدرككما“. ففعلا هكذا وشُفيا بقوة المسيح، وفي الحال اعتمدا وصارا مسيحيين وبشرا بهذه الأعجوبة.
ومنذ ذلك اليوم صار كثيرون من الأثينيين مسيحيين يمجدون الله.