السمك المقلى والسمك المطبوخ
وكان يجتمع مع الشعب بعد صلاة القداس ليلقى عليهم عظة فدعاهم مرة للأغابى (أكل بمحبة ) على أكل سمك وكان يوجد أغنياء وفقراء وكان الطباخ قد حجز كبار السمك وقلاهم فى الزيت أما السمك الصغير فطبخهم فى وعاء كبير للفقراء , ولما جاء الميعاد قدم الطباخ السمك النقلى فى أطباق على المائدة ليأكل الأغنياء ثم جاء الأنبا آبرآم ليبارك ولما رأى أنه صنف جيد قال للطباخ : " هل عملت السمك كله هكذا ؟ " فقال له بل طبخت الباقى للفقراء , فأمره بأحضار الوعاء الذى فيه السمك المطبوخ ويوضع السمك المقلى مع المطبوخ , وقال للطباخ : " ضع من الإثنين فى ألأطباق : " من يأكل فليأكل من هذا , ليس عند الرب أغنياء وفقراء بل الكل واحد أمامه " فأكلوا جميعا بفرح وسرور ودخلت المحبة قلوب الأغنياء ولم يتكبروا ومعهم أسقفهم الذى يحبونه مع ملاحظة أن الأنبا آبرآم لم يأكل من هذا ولا ذلك لأن طعامة فى أيام الصوم إلا العدس والفول والبقول أما فى الفطار فكان يشرب اللبن المستخرج منه زبدته .