فعزلوه وطردوا الفقراء الذين كان يعولهم , ولم يتوقف الغضب عند هذا الحد بل حكموا بطرده من الدير , فقبل ذلك شاكرا مسرورا وكان يقول : " أنا أعرف بأن الله يجعل كل الأشياء تعمل لخيرى " ومن الملاحظ أن السبب الأساسى لطردة هو محبة الرهبان المال الذى هو أصل كل الشرور بالرغم من أساس رهبنتهم هو الفقر الإختيارى عاملين فى جد ويكفى اليوم شره وأن أقصاءه من امام عيونهم لكى يستريحوا ناسيين أعماله الصالحة مقارنة بأعمالهم .
وترك القس بولس غبريال دير المحرق مطرودا هو والفقراء وترك البلدة بين صراخهم وعويلهم وذهب أبيهم وراعيهم واثقا فى الرب يسوع الذى يعطى الجميع بسخاء , وسافر إلى مصر ومعه بعض أولاده منهم الأنبا متاؤوس مطران الحبشة السابق (كان راهب فى ذلك الوقت) وأيضا القمص أقلايوس الميرى , والقمص سليمان الدلجاوى وغيرهم , وقابلوا الأنبا مرقس الوكيل البطريركى وأتفقوا معه على أن يذهبوا إلى دير البراموس , وكان رئيسه فى ذلك الوقت القمص يوحنــا النــاسخ ( أصبح فيما بعد الأنبا كيرلس الخامس ) فقابلهم بالترحاب وأسكن كل واحد منهم فى قلاية واقام هناك معتكفاً مواظباً على الأصوام والصلوات.