ثانياً – فى الكتب الأبوكريفية : يقول التقليد إن اسم أم أندراوس هو "يوانا" وحسب ما جاء فى "سلسلة أنساب الرسل الاثنى عشر" ، كان أندراوس ينتمي إلى سبط رأوبين ، وهو سبط أبيه (بودج – فى "نضال الرسل" – المجلد الثاني : 49). وهناك جذاذة من إنجيل قبطي يرجع إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي ، جاء فيها أن أندراوس – وليس توما فقط – قد اضطر للإيمان بالقيامة بالجسد (يو 20 : 27) بعد لمس قدمي المخلص المقام من الأموات .
وقد ذكرت أماكن كثيرة كمسرح لأعماله التبشيرية ، فتذكر النسخة السريانية من "تعليم الرسل" أنه كرز فى بيثينيه ، ويذكر يوسابيوس سكيثيا ، ويذكر آخرون أنه كرز فى بلاد اليونان . وجاء فى الجزء الذى وصلنا من المخطوطة الموراتورية أن يوحنا كتب بشارته نتيجة لإعلان أعطي لأندراوس ، ومعنى هذا أنه كان فى أفسس . ويحتوي كتابا نضال الرسل الاثني عشر (بودج) ، و "نضال الرسل" (هينيك) على أجزاء كثيرة تتعلق بأندراوس :
1- "كرازة القديس أندراوس والقديس فليمون بين الأكراد" (بودج – المجلد الثانى : 163) وتحكى ظهور المسيح المقام لتلاميذه وإرساله القديس أندراوس إلى ليديا ، وكيف اهتدى الناس هناك إلى معرفة المسيح .
2- "كرازة القديس متياس فى مدينة آكلي لحوم البشر" (بودج – المجلد الثانى : 276) وتذكر كيف أطلق سراح القديس متياس بعد أن سجنه آكلو لحوم البشر وسملوا عينيه ، بواسطة القديس أندراوس الذى أرسله المسيح فى سفينة من قبله لمساعدة متياس . ولكن الاثنين سجنا بعد ذلك ثانية . ثم أغرق القديس متياس المدينة ، فأطلق سراح الرسولين ، وآمن الشعب .
3- "أعمال القديس أندراوس والقديس برثلماوس" (بودج – المجلد الثانى : 183) وتروى قصة كرازتهما بين البارثنيين .
4- "استشهاد القديس أندراوس" (بودج – المجلد الثاني –215 ) ، وتروى كيف رجم بالحجارة وصلب فى سكيثيا.
وجاء فى الأجزاء المتبقية من "أعمال القديس أندراوس" – وهو مؤلف هرطرقي ، لعله يرجع إلى القرن الثانى ، وقد أشار إليه يوسابيوس – أن مسرح استشهاد القديس أندراوس كان فى أخائية حيث سجن وصلب بأمر من الوالي "ايجيس" الذى هجرته زوجته بسبب كرازة القديس أندراوس.
وقد أشار البابا إنوسنت الأول والقديس أوغسطينوس إلى "إنجيل القديس أندراوس" ، ولكن يحتمل أن يكون ذلك التباساً مع "أعمال القديس أندراوس" ، السابق ذكره.
وقد اكتشفت بقايا جسد القديس أندراوس فى القسطنطينية فى عهد جستنيان . ويوجد جزء من صليبه فى كنيسة القديس بطرس فى روما . والقديس أندراوس هو "حامي اسكتلندة" حيث قيل إن ذراعه قد نقلها إلى اسكتلندة القديس ريجيليوس ، أما نسب الصليب المعقوف إليه ، فيرجع إلى تاريخ لاحق.
ثالثاً – شخصيته : من الأمور التى تستلفت النظر أن أندراوس كان أول من دعي من الرسل ، ولاشك فى أن ذلك كان اختياراً هاماً ، لأنه بذلك أصبح قدوة للآخرين . وقد عرف يسوع أن ما دفع أندراوس إلى الارتحال إلى بيت عبرة ، هو الشوق الروحي والتطلع إلى أمور أفضل ، وإلى معرفة أعمق ، وكان ذلك دليلاً على استعداده لنمو روحي كبير مما كان له أثره القوي فى قراره بدعوة أندراوس . وما تلا ذلك من أحداث دليل على أن اختياره كان فى
محله . إن الفطنة فى إدراك الأمور الروحية ، مع الاقتناع الشخصي العميق قد مكنا أندراوس ، ليس من قبول يسوع كالمسيا فحسب ، بل من دعوة بطرس ليكون تلميذاً للمسيح . كما أن حادثة إشباع الخمسة آلاف نفس ، قد أظهرت أندراوس فى صورة جديدة ، فالدور العملي الذى قام به ، يتباين بشكل ملحوظ مع تفكير فيلبس الضعيف . إن هاتين الصفتين ، روحه التبشيرية وحسمه فى اتخاذ القرارات – مما جعل الآخرين يلجأون إليه بمشاكلهم – قد لمعا عندما سعي اليونانيون إلى رؤية يسوع.
ولم يكن أندراوس من كبار الرسل ، ومع ذلك فهو من أولئك الرجال ذوي العواطف الرحبة والإدراك السليم ، وبدونهما لا يمكن ضمان النجاح لأي حركة كبيرة.