كتاباته
كتب بطرس رسالتيه في أواخر حياته كما يبدو بصورة خاصة في رسالته الثانية ( 2 بط 1 : 12 ــ 15 ). وقد وجهت كلتا الرسالتين إلى نفس الأشخاص الذين كانوا ــ في الأساس ــ مسيحيين من اليهود المشتتين في كل ولايات أسيا الصغرى، حيث غرس بولس ورفقاؤه الإِنجيل ( ابط 1 : 1 ــ 2، 2 بط 3 : 1 ). وسنتناول كلاً من الرسالتين فيما بعد.
الفكر اللاهوتي لبطرس
يفتح أمامنا الفكر اللاهوتي في كتابات بطرس وأقواله مجالاً واسعاً للدراسة، وبخاصة في مجال المقارنة مع تعاليم بولس ويوحنا، أكبر كتاّب العهد الجديد.
1- التعليم عن المسيا
يبرز بطرس في تعليمه عن المسيا، وبخاصة في الجزء الأول من سفر أعمال الرسل، حيث نراه الشخصية الرئيسية، وحيث كانت خدمته موجهة أساساً إلى اليهود ومنحصرة في أورشليم، وكان اليهود تحت عهد مع الله، وقد أخطأوا برفضهم قبول يسوع كالمسيا. وكانت كرازة بطرس تدور حول هذه النقطة طالباً منهم التوبة أي تغيير فكرهم عن يسوع، ومبيناً لهم أن سبب عدم إتمام المواعيد بخصوص مملكة داود ( إش 11 : 10 ــ 12، إرميا 23 : 5 ــ 8، حز 37 : 21 ــ 28 ) هو أنها ستحقق برجوع المسيح ( أ ع 2 : 25 ــ 31، 15 : 14 ــ 16 )، وهو رجوع شخصي منظور، وأن الأمر متوقف على توبتهم ورجوعهم كأمة
( أ ع 3 : 19 ــ 26 ).