[walaa farouk]

هنا في الظلام .. حيث انا عالق
والوحل يثقل قدماي ..والسير اشبه بالمستحيل ..
لا اعرف الطريق ،ولا الى حيث انا ذاهب ..
حيث الظلمة تكسو الارجاء ..والاشارات مزيفة ،
لا تؤدي الى اي مرعى اخضر ..لا يسع ذاكرتي سوى ان تتذكر فقط ..
اتذكر كيف كان سيدي يعاملني وكيف اصبح حالي ههنا .
ليت سيدي كان هنا ، لما كنت قد اضعت الطريق ،
في مراع خضراء كان يريحني، ويقودني الى مياه هادئة
وكان يحملني بين ذراعيه ويلاعبني ،
كان كل شيء معا حلواً لم احتج معه الى شيء
وما ضللت يوما معه الطريق ..ليتني ما بعدت عنه ،
وليته هنا. ياترى ،
أيتذكرني ؟
لابد انه انشغل حال رحيلي في باقي القطيع ونسيني.!
اه سيدي ، ليتني اعود الى حظيرتك .
أسمع صوتا رقيقا ينادي،
من ينادي؟
انه صوت لا ينتمي الى هنا
ليس صوتا غريبا علي،
لابد انه راعي !
انه هنا !
ماذا يقول ؟
انا بالكاد اسمع
"ايها الخروف المحبوب ، اين انت ؟"
احقاً جاء ليبحث عني؟!
" .. ايها الخروف المحبوب ، عد الي"
اسمع اسمي ، امازال يتذكره!
لاشك انه يقصدني
ايا ترى جاء ليتفقدني في ظلمتي؟
ام سمع صوت صرختي؟
لم اجب بشيء
فهو يعرف افكاري من بعيد
ويقرا كلماتي دون ان انطقها
ايا ترى شعر بذلك الشوق في قلبي؟
بخجل شديد قلت له "سيدي !
انا هنا ! "
انه يبتسم ..اراه يأتي مسرعا
انتشلتني يداه بلطف
واخرجني من حفرتي ،فقلت له "يا سيد انا اسف .
انا مستعد ان اتحمل عواقب فعلتي"
اجابني بابتسامه "انسى امرها قد اخذتها عنك انا قبل الفي عام "
اما انا فأكتفيت ، بالسكوت .
فقال بصوت رقيق " ايها الخروف المحبوب ،
قد وجدتك اخيراً،
اشتقت اليك .. لا تبتعد مجددا "..
لم يعاتبني لم يلوم
و لم ينطق بكلمة غضب علي !
اعتقدت انه لن يحضنني وانا متسخ هكذا ،
لكنه اخذني الى صدره،
فسمعت كيف الشوق يخفق قلبه
والحب في عينيه
لم يتغير
بل كما المرة الاولى ..
اخذني الى حيث يرعى
فاراني
كيف مكاني عنده محفوظٌ ،
لم يعطيه لأحد ..
وكأنه ليس لديه في العالم خروف آخر غيري !💛