وإذا كان من المٌسلم به أن الشخصية تقوم دوماً على ثلاثة أركان هى: الفكر والشعور والإرادة، وأن الله هو الشخصية الوحيدة الكاملة إذا قورن بغيره من شخصيات خلائقه، لذلك كان لابد أن نعرف شخصيةالله بأنها:
الشخصية الوحيدة الفكر والشعور والإرادة - إذ هو أول كل شىء الإله المدرك لذاته. والمدرك لكل شىء صنعه. وتؤمن المسيحية بأن هذا الإله، الشخص الحى الواحد، ليس جسماً مادياً يمكن أن يرى أو يلمس أو يدرك بالحواس البشرية، فهو كما قال المسيح
" روح"وهو أيضاً " أبو الأرواح " عبرانيين 12: 9.
بيد أن المسيحي يؤمن بأن وحدانية الله جامعة، أى أن الله ذو ثلاثة أقانيم: الآب والإبن والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ولهم جوهر واحد.
بناء على ما تقدم، إذا قلنا أن الله مثلث الأقانيم وإذا قلنا أنه واحد فى الجوهر فهذا ليس معناه، على الإطلاق، أنه هو ثلاثة أو أنه واحد. ليس هو ثلاثة بمعنى العدد. العدد لا علاقة له بالله. لا يستطيع الإنسان أن يعد إلا المحسوسات. الله لا يعد لأن من عده فقد حده.
يتبع