[walaa farouk]

بينما أقوم بجولة في شوارع أمستردام الخالية، الفارغة من الحياة،
فاجأني منظر هذا الاعلان الكبير المعلق على أحد الجدران الرائعة لمتحف "الرايكس".
لقد نبهني مشهده بأن كل الاشياء التي اعتدناها .. هي حاليا..
مغلقة مؤقتا!
الحياة كما نعرفها.. انها .. متوقفة مؤقتاً..
والمدن البراقة .. هي الان هشة تتوجع
تحت وطأة الخوف وعدم التصديق!
ان هذا الاعلان "مغلق .. مؤقتاً" اصبح أمر عادي جداً في يومنا هذا..
وفجأة إلتفت الى ما وراء الكلمات المكتوبة، الى الصورة في الخلفية..
إنه الرب يسوع المسيح .. مشيراً الى المكان الوحيد الغير "مغلق
".. مشيراً الى جنبه "المفتوح"!
الرب يشير الى جرحه ناظراً بملء عينيه الى أعماق
كل انسان عابر بجواره .. يدعوه ويدعوك ويدعوني.
. لنمد ايدينا ونلمس بإصبعنا مكان جرحه .. تماما كما فعل توما!

ان لوحة جالي المرسومة في القرن السابع عشر
قد ذكرتني بالحقيقة انه في المسيح:
"لو ان العالم كله قد تركك، أغلق أبوابه في وجهك خائفاً،
فأنا لن أتركك ولا أهملك. لو ابواب الكنائس مغلقة
والتجمعات ممنوعة فإن جراحي الشافية هنا لتذكرك دائما بمحبتي الابدية."

واليوم.. الكثير من المؤمنين ومن بينهم انا نفسي ..
نواجه الشك والاسئلة الحائرة بلا اجابات عن معاناة الانسان وألمه.. واذ بهذا الاعلان يذكرني بما قاله الرب لتوما:

“وَلَا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا.. طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا ».”
**يُوحَنَّا‬ *20:27, 29‬ *

أصلي اليوم ليسوع..
تماماً كما فعل سابقاً مع تلاميذه، ان يخترق كل الابواب المغلقة
خوفاً من الوباء (وكل القلوب المغلقة بعدم الايمان)
ويجدد ايماننا فيه وفي أحضانه المفتوحة دائما على اتساعها في الوقت الذي فيه العالم كله مغلق مؤقتا في وجوهنا!
نعم .."أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي».”
**مَرْقُسَ‬ *9:24‬ *
امين