مشكلتي مع الاعتراف
توقفت منذ فترة طويلة عن الاعتراف . و كانت اجابتي المعتادة لكل من حاول استدراجي للاعتراف من الاباء هي
" اخدم منذ ما يزيد عن ست سنوات , قرأت مئات الكتب و استمعت لالاف العظات , بل وقد تحدثت للاخرين كثراً عن اهمية ذلك السر .
فلا يوجد ما يمكنك ان تزيده الي معرفتي يا ابي سواء تداريب روحية او نصائح او ارشاد , فانا اعلمها جميعاً . فلما اعترف ؟؟ "
و كان الجميع يستودعوني الي رحمة الله و عنايته بعد تلك الاجابة القاسية دون محاولة اسماعي اياً من الكلمات المحفوظة للاباء علي مسامعي .
و تلك كانت الاجابة التي كنت اتعمد تكرارها دوماً ( لعلي كنت ابحث دون ان ادري عمن يبطل حجتي )
و رتب الله لقاء مع كاهن حكيم و بالطبع اطلقت القنبلة المعتادة و توقعت نفس رد الفعل . لكن كانت النتيجة مختلفة هذه المرة .
فقد رد ابي علي كلماتي بكل هدوء و تواضع
" من اخبرك اني اتيت لأتحدث اليك علي النقيض تماماً قد اتيت لاستمع لما تريد قوله . لتخرج انت ما بداخلك لا لأخرج انا ما بداخلي "
و عندها فقط انهارت كل دفاعاتي و بكيت و اعترفت لابي و صارحته بكل آلامي .
قد تعتقدون ان مشكلتي مع الاعتراف قد انتهت لكن للاسف هي لم تبدء بعد . فيجب ان اعترف لكم بالحقيقة و هي
" بأني امارس سر الاعتراف بانتظام و لكني توقفت عن ممارسة سر التوبة منذ فترة طويلة جداً . اطول من ان اتذكر "
فبعدما اصبحت مواظباً علي الاعتراف . كل اسبوع تقريباً و اصبحت اسبوعين بناء علي طلب ابي
– و للعلم لم احول الكاهن لطبيب نفسي اشكوه همومي و لا لصديق اقص عليه تفاصيل حياتي بل كان اعتراف دقيق للخطايا فقط ,
لا اعزار لا اسباب لا اخرين لا سرد مواقف , فقط خطيتي الشخصية –
اكتشفت اني اعود كل مرة لاخبره بنفس الكلمات و نفس الخطايا و نفس العادات , لم يتغير ادني شئ طوال تلك السنوات .
اعترف لاعود مرة اخري لاعترف بنفس الاعتراف . لا تقدم لا نمو لا تغيير .
فعدت للوضع الاول مرة ثانية و توقفت عن الاعتراف . فلا ما يقوله ابي ساعدني علي التغيير و لا حتي ما كنت اخبره به ايضاً ؟
لم استطيع ان قدم توبة قبل اعترافي و لا حتي بعده .
اين يكمن الخطاً ؟ هل لاني اعتقدت ان في سر الاعتراف القوة المعينة علي التوبة و هي ليست فيه ؟
هل لدي فهم مشوه عن مفهوم السر و عن عمله ؟ الم يخبرونا انه هو الحل ؟
ادرك الان ان لا فائدة من ممارسة سر الاعتراف ما لم تسبقه التوبة . و ايضاً اكتشفت ان الاعتراف و الحل لا يعني بالضرورة الغفران .
لكن اين تكمن القوة المعينة علي التوبة التي بدونها لا تحصل مغفرة ؟