فى روما أمضى بولس على الأقل سنتين حتى ربيع سنة 63 في حياة سهلة، منتظراً الفصل فى قضيته. لقد أقام تلك الفترة فى مسكن خاص إستأجره. ولعل ذلك راجع إلى أن تقرير الوالى الرومانى فستوس كان فى صالحه. وبناء عليه فقد مُنح الأسير بولس حرية أكثر من بقية الأسرى… فحددت إقامته، لكن كانت له الحرية أن يستقبل مَنْ يشاء، غير أنه كان له حارس يلازمه وهو موثق بسلاسل…
وفى خلال تلك الفترة بشر بولس جميع الذين كانوا يدخلون اليه بكل مجاهرة بلا مانع (أع 28: 30، 31)… إبتدأ باليهود، لكن تعصبهم أعماهم فلم يقبلوا بشارته. إتصل به المسيحيون الذين كانوا فى روما وضواحيها. وقد كان لكلامه تأثير حتى فى الجنود الذين يتناوبون حراسته (فى 1: 12، 13)… وعلى الرغم من قيوده، فقد وصل نشاطه إلى موظفى البلاط الإمبراطورى، فكسب بعضهم وأدخلهم إلى حظيرة الإيمان، وحمل تحياتهم إلى الإخوة الذين فى فيلبى (فى 4: 22)… هكذا تمم بولس – على الرغم من قيوده – عمله الرسولى نحو الرب والكنيسة، مثبتاً عملياً أن كلمة الله لا تقيد أبداً… وفى هذه الفترة كتب رسائله إلى كولوسى وفليمون وأفسس وفيلبى.