سنوات شباب القديس غريغوريوس مرّت كما لو كانت بعضاً من حلم اليقظة، وقد بدا خلالها أن إعداده لنفسه، باعتبار المهام التي نعرف أنها كانت بانتظاره، كان بطيئاً و متعثّراً. التعثّر و النقص في اللباقة لديه أسماهما القديس باسيليوس الكبير "بساطة عقل كاملة". لم يكن غريغوريوس من النوع الذي يُتوقّع منه أن ينظر إلى الأمور كما ينظر إليها الآخرون. فلقد زوّر مرة ثلاث رسائل دفعها إلى أخيه باسيليوس مدعياً أنها من عم له أسقف كان باسيليوس على خلاف معه. فلما اكتشف باسيليوس إن في الأمر تزويراً بدا محرجاً وغضب على أخيه، ثم أرسل يقول له: "أرجوك في المستقبل أن تنتبه إلى نفسك وتعفيني من هذه الألاعيب! أكلمك بصراحة! لأنك لا تستحق أن تتعاطى القضايا الكبيرة". رغم ذلك لا يبدو أن غريغوريوس أسف وتاب عما ارتكبه في حق أخيه. كان، بكل بساطة، وربما سذاجة، يعتبر أن المسألة بين القديس باسيليوس و عمه سخيفة و لا تستوجب القطيعة، و ما فعله هو، من ناحيته، لم يتعد كونه محاولة للجمع بينهما.