هذا، وفي تلك الحقبة أيضاً، عرف قديسنا الزواج. فلقد اقترن بامرأة اسمها ثيوزيبا، قيل إنها كانت تتمتع بمزايا مرموقة وكانت واسعة الثقافة. وقد بقي ملتصقاً بها إلى حين وفاتها سنة 385م. القديس غريغوريوس اللاهوتي في رسالة تعزية وجّهها إلى صديقه رأى فيها "مجد الكنيسة وزينة المسيح ومعينة جيلنا ورجاء النسوية ومن أكثر الأخوات جمالاً". كما اعتبرها "قديسة و زوجة كاهن حقّانية".و ثمة من يقول إن القديس باسيليوس دعاه إلى منسكه في إيبورا. بعض الدارسين يقول إنه لبّى الدعوة والبعض إنه لم يذهب إلى هناك البتّة. على أن غريغوريوس كتب بإيعاز من أخيه، كتاباً "حول العذرية". الكتاب أدنى إلى التأملات الفلسفية منه إلى الواقع المعيوش. وقد أبرز فيه غريغوريوس أن المثال بالنسبة إليه يكمن في الثاوريا، في تأمل النفس لله بعدما تكون قد تجرّدت من كل الهموم إلا من محبة الله. وقد اعتبر أن الزواج، و الخوض في الهموم العالمية نتيجة ذلك، إنما يشكل تهديداً لنقاوة النفس. لم يدافع عن العزوبية كعزوبية بل تحدّث عن المعاناة والهموم التي تواكب الزواج، وخلص إلى أن الوجه الداثر للزواج سبب كاف للإعراض عنه.