نشأته وشبابه
لا نعرف عن نشأة القديس وفتوّته غير القليل. لم يعتد التحدث عن نفسه. لكن نعرف أنه بقي في قيصرية الكبادوك ولم ينتقل بين المدارس المعروفة في زمانه كأخيه باسيليوس. درس على أبيه وانكبّ على مكتبته. درس الفلاسفة بشغف وإمعان. ارتياده المدارس كان متقطّعاً، وكان رقيق البدن. لم تستهوه نزعة أمه ولا شغفها بالمسيحية. مع ذلك كان مقبلاً على الكنيسة وسيم قارئاً. ورد أنه كان يتأفّف في شبابه من الصلوات الطويلة والتلاوات المزمورية التي تدوم الليل بطوله. مرة، وهو في العشرين، اضطر، بناء لإيعاز والدته، أن يحضر سهرانة في كنيسة للعائلة على اسم الأربعين شهيداً كان سيجري نقل بعض رفات الشهداء إليها. وصل غريغوريوس إلى هناك غاضباً. وقد أبدى تضجّراً من الصلوات ليس بقليل حتى إنه تسلّل خارج الكنيسة إلى حديقة مجاورة وخلد إلى النوم. ولكن أتاه في نومه حلم بدا له خلاله كأنه في صحو.