[walaa farouk]

[ لقد سمح الله بأن يُبتلع يونان بواسطة حوت كبير لا لكى يتوارى ويهلك تماما ، ولكن لكى بعد أن يطرحه الحوت يكون أكثر خضوعاً لله ، ولكيما يُمجد بالأكثر ذاك الذى أعطاه خلاص غير منتظر ولا متوقع . وكان ذلك أيضاً لكى يقود أهل نينوى إلى توبة مكينة ، فيرجع هولاء إلى الرب الذى سينقذهم من موت وشيك الوقوع ، بعد أن أرتعبوا من الآيه التى تمت فى يونان .
كما يقول الكتاب عنهم " إنهم رجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذى فى أيديهم قائلين : لعل الله يعود فيندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك " ( يو 1 : 9 )
وبنفس الأسلوب عينه ومنذ الأبتداء سمح الله أن الإنسان ( الأول ) يُبتلع بواسطة الحوت الكبير منشىء المخالفة ، لا لكى يتلاشى ويهلك تماما بل لأن الله سبق فأعد طريق الخلاص الذى أكملة الكلمة بواسطة أيه ( مماثلة ) لأيه يونان النبى ، لكل من يؤمن بالله كيونان ، ويكون له نفس أحاسيسة من جهة الرب معترفاً به وقائلا مثله : " أنا عبرانى وأنا خائف من الرب أله السماء الذى صنع البحر والبر " يو ( 1: 9 )
لقد شاء الله أن الإنسان إذ ينال الخلاص غير المرتجى ، ويقوم من بين الأموات ، يُمجد الله ويُردد كلمة يونان النبوية " دعوت من ضيقى الرب فاستجابنى صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتى " .
فقد شاء الله أن يظل الإنسان دائماً أميناً فى تمجيده مقدماً له الشكر على الدوام بلا أنقطاع من كل ذى جسد أمام الرب ]
------------------------------------
القديس آيرينؤس أسقف ليون