[walaa farouk]

أصيبت سيّدة شابّة بمرض مجهول أضناها وعذّب عائلتها،
وقد حاول الطبيب كلّ الطرائق لعلاجها،
وأجرى سائر الاختبارات ليدرك على الأقلّ سرّ مرضها ولكن من دون جدوى.
لم تستطع النوم لحظة واحدة طوال خمسة أيّام.
وفي صباح يوم الأحد، وقد خامرها شعور بالإحباط،
وعادت لا تقوى على التمدّد في فراشها، فقالت لزوجها:
"أظنّ أنّني لن أبقى طويلًا على قيد الحياة،
ورغم ذلك فعزائي أنّني أردّد آيات من الكتاب المقدّس
كنت قد حفظتها غيبًا،
لكنّي أخشى أن أرحل إلى ربّي هذه الليلة،
فأرجو أن تصلّي من أجلي، وأن تذهب إلى الكنيسة
لتطلب من الكاهن والمؤمنين أن يذكروني في صلواتهم.
أومأ الرجل برأسه موافقًا، ثمّ غادرها على أن يعود إليها بعد قليل.

كان جبينها، في تلك اللحظة، يكاد يلتهب من شدّة الحمّى.
وفيما هي تتلوّى من الألم، أحسّت بوجود شخص في الغرفة،
فالتفتت لترى شخص السيّد المسيح ذاته وهو يمدّ يده ويلمس جبينها.
وللحال، أحسّت وكأنّ جسدها الملتهب قد غرق في مجرى ماء بارد
فشعرت براحة عميقة واستسلمت إلى نوم عميق.

تعجّب الطبيب جدًّا حين عاد إليها في اليوم التالي
حين رآها وقد استردّت صحّتها وعادت إليها عافيتها.
على أنّ ما أثار دهشته أكثر كان عندما أعلمته كيف أنّها تسلّمت اتّصالًا هاتفيًّا من أمّها
تعلمها بأنّ راعي كنيستها قال في اليوم ذاته – أي اليوم الذي شفيت فيه –
أنّه أحسّ بغمامة من القلق الغريب قد شملته،
فطلب من المؤمنين المجتمعين في الكنيسة
أن يشتركوا معه في الصلاة من أجلها.

لبّى الجميع الدعوة، وتعالت كلمات يا ربّ ارحم واستجب يا ربّ،
والبعض يرفعون أيديهم وآخرون يبتهلون ساجدين
لعلّ الربّ يتحنّن عليها ويبرئها،
حتّى أحسّوا أنّ سحابة الخوف التي كانت تغطّيهم من ناحيتها قد انقشعت.
أجل عندما كانوا يصلّون من أجل هذه السيّدة المؤمنة
كان الربّ يسوع يمدّ إليها يده لشفائها. حقًّا ما أقوى الصلاة الجماعيّة!!!