[walaa farouk]

وأرانى ارض عظيمة.. مـُـتـسـعـــة جــداً.. ســوداء جــداً.. مُـظـلـمـة جــدا!!
وقال: هيا نجرى مـعـــاً... أجرى بأقصى قـوتـك!!
فقلت: لكن ماذا افعل فى هذا.. وهذه.. وذاك؟؟ وبدأت فى ترديد مشاكلى المُعتادة.. من سيأتى معى؟؟ أم سأذهب وحيداً؟؟ وهل لدى القدرة على الأستمرار؟
فأجابنى بحــزم: تـــــحـــــــــرك... دع الـمُـرتبك فى ارتباكه.. دع الموتى يدفنون موتاهم.. أو يحنطوهم بجوارهم ليصيروا أصنامهم.. تحرك ولا تنظر للوراء.. ومن يرغب فى الحياة سيجرى معك.. لا يهم مع من ستجرى.. المهم ان تجرى.. ألم أقل لك من قبل.. أخـتـــر طريقك.. ومن يناسبه الطريق سيأتى معك.. فقط تحرك معى.. لأبراهيم قلت.. ســر أمامى.. وها أنا أقولها لك.. أركض أمامى.. أركض كأيـلـيــا.. فهذا آوان المـطــر!!
- وكأنك تقول مثلهم فى هذا الوقت من العام.. أجرى لتمتلك.. ولا يعجبنى هذا الشعار!! فكثيراً ما جريت.. ولكن ماذا ربحت.. أو أمتلكت؟!
- لا ادعوك لامتلاك.. بل للجرى معى!! هات يدك وأجرى معى فحسب.. فهذا وقت للركض.. وللقفز كالأيائل.. أجرى فى حياتك وحياة الأخرين.. فى نفسيتك.. فى شخصيتك.. فى الكلمة.. فى الروح. فى العبادة.. فى أنسانك الداخلى.. تحرك لا تقف فى دائرة الموت.. وإلا تجمدت مكانك!!
وأمرنى قائلاً.. جرب ان تضع قدمك هنا وسط هذا الظلام..
ففعلت.. فتحول مكان تلك الخطوة.. إلى ذهب.. 👑خطوة وراء الخطوة.. 👣👣 كان الذهب يملأ تلك الارض السوداء.. ويحولها.. ويُـنـيـرهــأ.. فأندهشت!! وتذكرت اورشليم.. المدينة النازلة من السماء.. التى شوارعها وطرقها كلها ذهب.. لابد أنها لم تكن هكذا فى الأصل.. كانت مجرد سواد ورماد.. وهو أقتنى لها الذهب.. بتعب نفسه.. وينتظر أن نتعب معه!!
وفهمت ان الدعوة لم تكن لتحقيق مجد شخصى.. او لامتلاك امـر.. حتى لو كان روحى.. كان يدعونى لاشاركه.. فى بنيان عروسته.. المكللة بالذهب... ليمتلكها.. ولتمتلك هى الذهب!!