[walaa farouk]

مد يدك
في مرقس اصحاح 3 قصة شفاء رجل يده يابسة و لوقا الرسول قال يده اليمنى..
الكتاب ما يكتبش حاجة مالهاش معنى.. اليد اليمنى تشير للقوة.. للفعل.. للتواصل.
. احنا بنسلم بالايد اليمنى حتى لو الإنسان اشول.. ساعات تتيبس قوتنا..
نتهالك.. النفس تبقي هشة.. مجروحة.. انسان بلا قوة..
كتير ما تعبر ايام نشعر فيها اننا متيبسين.. بلا طموح.. ياس.. بلا فعل..
ساعات الواحد يقول انه فقد مذاق الحياة.. بقينا نسمع عن منتحرين و منهم شباب..
من فقدوا الأمل و لم يجدوا من يحتويهم او يطبطب عليهم..
من تيبست يمينهم و لم يشفق عليهم احد.. حتى أن السيد غضب و حزن من غلاظة قلوب الناس
.. من ناس فقدت الرحمة و فضلت السبت على أن يشفي..

و لا احد يرحم بل تجد من يتلسن او يتطفل فتنعزل في يبوسة لا يدركها الا يسوع ذو القلب الحانى..
نحن فريسين متشددين و متعالين احيانا.. نحن هيروديسيون
و هم ليسوا طبقة دينية او روحية بل يشيروا لمن لا يهمهم الا ان يستغلوا الحياة لأنفسهم
.. ولائهم لهيرودس للشر لمن يجور على الحقوق و يسلب طالما لهم منفعة و امتيازات
و لا احد يتصدى او يرفع ثقل المتيبس المظلوم بل كانوا ينادوا بالولاء لهيرودس
والرومان المغتصبين و المستعمرين و كانوا ينادوا يدفع الجزية لقيصر حتى لو كان قيصر هذا ظالما ...
لم يعد بيننا قيروانيا يشارك في حمل الصليب ....
لكن يبقى واحدا فقط يسعى لشفاء المريض و يجبر كل من انكسرت نفسه و تيبست
.. انه يسوع..الذى جاء ليخلص ما قد هلك
القديس أمبروسيوس يقول.. اليدّ التي مدّها آدم ليأخذ من الشجرة المحرمة
غمرها الرب بعصارة الخلاص المليئة بالأعمال الصالحة،
فإن كانت قد يبست بالخطية تنال الشفاء للأعمال..
تحنن السيد وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى..
مد يدك.. أمن حينما يدعوك ان تمدها.. مد يدك و أسند من حولك.
. مد يمينك للحياة.. للمساعدة لمن قد يكون فقد رجاؤه..
فهذا الرجل لم يطلب.. بل استسلم لواقعه المرير..
حطم قيود السبت و الأشياء فهناك من هو أغلى..
مد يدك..
يقول القديس أمبروسيوس: سمعتم كلمات الرب: "مد يدك" (مر 3: 5)،
هذا هو الدواء‍! يا من تظن أن يدك سليمة احذر أن تلوثها بالطمع، وبالخطية بل مدّ كثيرًا...
مدّها نحو هذا الفقير الذي يتوسل إليك، مدها في معونة قريبك ومساندة الأرملة،
مدها في إنقاذ المظلوم من الظالم. ابسطها نحو الله لتطلب عن خطاياك، مدّ يدك لتنال الشفاء