البابا شنودة الثالث
16- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ج) فكرة "شعب الله" وبركة النسل
1- كان تعدد الزوجات يتمشى إلى حد كبير مع فكرة " شعب الله"، هذا الشعب الذى علمه الله الشريعة، وأرسل إليه الأنبياء ليحفظ فيه العقائد السليمة إلى أن يحين انتشارها فى الأرض كلها، فتصبح جميع الأمم هى شعب الله.
وكان لابد أن يكثر هذا الشعب: ليس فقط ليستطيع الصمود أمام شعوب الوثنية القوية، وإنما أيضا ليستخدمه الله فى القضاء على الوثنية. كما حدث فيما بعد، عندما طرد الوثنيين من الأرض وسكنها، فصارت مقدسة، إذ أنها كانت المركز الوحيد لعبادة الله الحقيقية فى العالم كله.
من أجل هذا كانت كثرة النسل بركة توارثها الآباء وسعوا لنيلها. وهكذا نسمع أن الله قال لإبراهيم أبى الآباء"... وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إن استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد" (تكوين 16:13). وقال له أيضا " انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها... هكذا يكون نسلك" (تكوين5:15). وقال له ثالثة " من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك " عنى"، أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و يرث نسلك باب أعدائه، ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 16:22-18). و أقام الله عهداً مع إبراهيم قال له فيه " لأنى أجعلك أبا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرا جدا وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون. وأقيم عهدى بينى وبينك وبين نسلك من بعدك فى أجيالهم..." (تكوين 5:17-7).
ونفس هذه البركة منحها الله لإسحق بن ابراهيم فقال له " فأكون معك و أباركك... وأكثر نسلك كنجوم السماء وتتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 3:26،4). وكرر الله هذه البركة عينها ليعقوب بن إسحق (12:32،11:35).