عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 08 - 2019, 06:08 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 375,958

بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَتَضَرَّعُ

‎ ‎
‎ ‎جاء هذا المزمور صرخة من أعماق قلب المرتل،
الذي كان يئن لأنه كمن في عزلةٍ، ليس من أحدٍ حوله يشاركه ‏مشاعره، ‏ومع هذا فهو يصرخ‎.‎
إنه يعلم تمامًا أن الله يسمع تنهدات قلبه الخفية، لكن المرارة التي في أعماقه دفعته للصراخ،
ولو لم يسمعه إنسان ما. ‏إنه ‏يريد أن يخبر الله عن كل متاعبه وأحزانه‎.‎
جاءت كلمة "صوت" في العبرية‎ qol، وهي تستخدم في حالة الرعد
. فالضيقة في شدتها تهب المؤمن روح القوة ‏ليصلي ‏كمن يرعد
. يرى القديس جيروم أن النبي يشبه مريضًا اشتد به المرض جدًا،

فأسرع إلى الطبيب ليكشف له ‏أعراض ‏المرض التي يشعر بها منتظرًا منه العلاج‎.‎
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل كثيرًا ما يكرر صراخه
وتضرعاته مرتين في المزمور الواحد، ليعلن أنه ‏يطلب ‏خلال قوة الروح وأيضًا يقظة الذهن.
هكذا يليق بنا أن نصلي بالروح المتقد، كما بالذهن الواعي
، كقول الرسول ‏بولس: ‏‏"أصلي بالروح، وأصلي بالذهن أيضًا. أرتل بالروح،
وأرتل بالذهن أيضًا" (1 كو 14: 15‏‎).‎
‎* "‎بصوتي إلى الرب أصرخ". كان يمكن الاكتفاء بالقول "بالصوت"
لكن ليس بدون سبب أضاف ضمير ياء الملكية.

‏فإن ‏كثيرين يصرخون للرب ليس بصوتهم، بل بصوت جسمهم‎.‎
ليت الإنسان الداخلي الذي يبدأ يحلّ فيه المسيح بالإيمان (أف 3: 17)
هو الذي يصرخ للرب، لا بضجيج الشفتين، ‏وإنما ‏بوجدان القلب.
فإن الله لا ينصت إلى ما يسمعه الإنسان،
لكن متى لا يُسمع صوت الرئتين والوجه واللسان، فلا ‏يسمعك ‏الإنسان،
يكون فكرك هو الصرخة التي توجه للرب‎...‎
‎ ‎صرختي هي صلاتي، لا باللعنات ولا بالتذمر ولا بالتجديف‎.‎

‎* ‎هذا الصوت بالتأكيد ليس صوت من يصارع، بل صوت من يحب
؛ ليس صوت الجسد، بل صوت القلب
‎ ‎
رد مع اقتباس