
28 - 07 - 2019, 12:38 PM
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
قصيدة وماذا بعد هذا ليت شعري أحقا ثروة الأفكار تجدي
(( للبابا شنودة ))
سأهدم فى المخازن ثم أبني .. وأجمع فضتي و أضم تبري
و أغرس لى فراديساً كباراً .. بأثمار و أطيار و زهر
و أقطف وردة من كل غصن .. وأطرب مسمعي من كل طير
و أسعد بالحياة و مشتهاها .. وأنعم في رفاهية وخير
و أبني معبداً للمال ضخماً .. أقدم فيه قرباني و شكري
و ماذا بعد هذا ليت شعري؟ .. سألقى الموت مهما طال عمري
و هذا المال يا ويحي عليه .. سأترك كل أموالي لغيري
و أفنى مثل مسكين فقير .. و أرقد مثله فى جوف قبر
و نسمة قبره ستهب حولي .. و لا تفريق بين غني و فقر
* * *
سأسكن فى قصور شاهقات .. و أحيا مثلما تشتاق نفسي وأرقى مثلما أبغى وأعلو .. و تشرق فى سماء المجد شمسي
أسير فتشخص الأبصار نحوي .. و أحسب كل تاج فوق رأسي
و تحنى هامها الدنيا خضوعاً .. و يحتفل الوجود بيوم عرسي
و تهتف كل حنجرة بإسمي .. و أصبح و سط تمجيد و أمسى
و أملأ ساحة الدنيا غروراً .. و أهمل كل ترتيل و قدس
و ماذا بعد هذا ليت شعرى؟ .. سيجري ضائعاً يومي كأمسي
و أفنى مثل صعلوك حقير .. و أرقد مثله فى جوف رمس
و نسمة قبره ستهب حولي .. و لا تفريق فى مجد و بؤس
* * *
سأقضي العمر فى جد و كد .. و أجلس فوق عرش العلم وحدي
و أصبح مرجعاً في كل فن .. و أبني من جلال العلم مجدي
و أغدو قبلة فى كل ناد .. و لا ألقى على الأيام ندى
يسير أعاظم العلماء خلفي .. و يأتي ذكرهم فى المدح بعدي
و ترفع دولة الأبحاث قدرى .. و تخشى دولة الأقلام نقدي
و أبدى الرأي فى ثقة بعلمي .. فترتج المجامع حين أبدى
و ماذا بعد هذا ليت شعري ؟ .. أحقا ثروة الأفكار تجدي !
سأفنى مثلما يفنى جهول .. و أرقد مثله فى جوف لحد
و نسمة قبره ستهب حتماً .. تماماً مثلما ستهب عندى
* * *

|