[walaa farouk]

في الحوارِ الذي جرى بين الربِّ يسوع المسيح وأحد علماء الشريعة،
يوضّح يسوعُ أن الشريعة كلها تتلّخص بوصيتين فقط: " أحببْ الربَّ إلهك من كل قلبك وعقلك وقوتك،
وأحبب قريبَك حبّك لنفسك" . ولكن من هو القريب؟
هذا ما أرادَ أن يعرفه عالم الشريعة
. ويسوع كعادته يضربُ مثلًا ليوصّل لسامعيه حقائق تعليمية تربوية تفيدهم في هذه الحياة
وتضعهم على الطريق الصحيح للوصول إلى الحياة الأبديّة.
في مثل " السامري الرحيم" يؤكّد يسوع أنّ القريب هو كلّ إنسان نلتقي به
بصرف النظر عن الجنس والدين والعرق والانتماء الحزبي والطائفي،
ومن هنا نلاحظ أنّ الرب يسوع توسّع في شرح الوصيّة الثانية
بسبب ضيق عقلنا ومحدودية تفسيراتنا و قوانيننا.
هذا المثل الذي ضربه يسوع يدعونا إلى التوقّف عن تصنيف الناس إلى جيّد وسيء وإصدار الأحكام .
"أحبب قريبك حبّك لنفسك"، إذا كنتَ تحبُّ نفسك بطريقة صحيحة وصحيّة وسليمة
فستنجح في محبة قريبك، وتذكّر أنّ القريب ليس هو الشّخص الّذي تربطك به قرابة الدّم
أو الّذي يشبهك بتوجّهاتك وطريقة تفكيرك وطباعك
،إنّما هو الشّخص الّذي تربطك به رابطة الرّحمة الّتي لا تحدّها عداوة أو بغضاء
،وها هو السامري الذي تربطه باليهودي علاقة عداوة وبغضاء
تناسى كل ذلك وغلبت الرحمة كل ذلك وقام بإسعافه.
فالرحمة هي الطّريق الوحيد الّذي تسلكه خلال مسيرتك الأرضيّة
ليوصلك إلى يسوع لتضمن الحياة الأبديّة .