[Mary Naeem]

“بعد قليل لا تروني، ثم بعد قليل ترونني”




الأربعاء الثالث من زمن العنصرة
إنجيل القديس يوحنا ١٦ / ١٦ – ١٩
بعد قليل لا تروني، ثم بعد قليل ترونني.
فقال التلاميذ بعضهم لبعض: “ما هذا الذي يقوله لنا: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني. وأنا ذاهب إلى الآب؟”
وتساءلوا: “ما معنى هذا القليل؟ نحن لا نفهم ما يقول”.
وعرف يسوع أنهم يريدون أن يسألوه، فقال لهم: “تتساءلون عن معنى قولي: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني”.
التأمل: “بعد قليل لا تروني، ثم بعد قليل ترونني”
من عيد العنصرة لليوم قرأنا بالتتابع الفصل ١٥ وهالاسبوع مننهي الفصل ١٦.
اسمحوا لي اتوقف اليوم بالتأمل في موقف يسوع قبل ما نجرب نفهم شو يعني تروني ولا ترونني :
الجو العام بالفصل ١٥ و ١٦ من يوحنا :
الوقت حرج. ويسوع، عدا عن انو خايف، عارف شو ناطرو : رايح عالموت. واضح انو همو الاول والأخير مش حالو، مش الجلد والعذاب والصليب. همّو انو التلاميذ يضلّوا ثابتين ع الإيمان.
وبقراءتنا اليوم، منلاحظ يسوع الخفيف، الناعم، délicat. مثل ما عرفناه من اول إنجيل يوحنا.
يسوع ما بيفرض حالو.
كان في يقول للتلاميذ : يا قليلي الفهم مثلا، ليش عم تتساءلوا؟
ولكن انجيل يوحنا واضح. قبل ما يقول يسوع شو ناطر منا، هوي، بيسألنا شو بدنا نحنا منّو. شو بدي انا وانت وكل واحد.
اول كلمة نطق فيها يسوع بإنجيل يوحنا كانت سؤال.
مش مثل سؤال الله لآدم: آدم وينك ؟ و شو عملت ؟
ولكن : “ماذا تريدان”، قالها للتلميذين يللي لحقوا.
“ماذا تريد أن اصنع لك؟” للمولود أعمى.
واول كلمة نطق فيها يسوع بعد القيامة كانت كمان سؤال للمجدلية : لماذا تبكين ؟ عمن تبحثين ؟…
واليوم يسوع يللي بيعرف كل شي. متل ما سأل الرسل : هل تتساءلون فيما بينكم عن قولي هذا…؟ بيقول لكل واحد منا، بذات اللطافة والدقة، تما يجرح حدا… تما يضيّع حدا…
ما بينفع التفتيش عني بالحواس. او بالعلامات الخارقة، او المعجزات…
ويوحنا تيسهّل علينا الفهم بيستعمل فعلين مختلفين : “بعد قليل لن تروني ثم بعد قليل تشاهدونني” ت يبيّن الفرق بين الرؤية الجسدية والمشاهدة القلبية الروحية.
افتح عيون قلوبنا يا رب حتى نراك. آمين.