حفار للقبر
وفيما كان الشيخ متفكراً كيف تُراه يحفر في الأرض وليس له ما يحفر به، رأى خشبة صغيرة خلّفها أحد العابرين. وإذ التقطها وشرع يحفر بها تبين له أن الأرض صلبة لا تُحتفر بيسر. فلما تعب وتصبب عرقاً، على غير طائل، تنهد من الأعماق ورفع عينيه فرأى أسداً ضخماً يقف بجانب جسد القديسة يلعق قدميها. فلما وقع نظره عليه ارتجف خوفاً، لكنه تشدّد بعلامة الصليب وذكرٍ اسم الله. فإذا بالأسد يدنو منه برفق تودداً فيقول له الشيخ:
"لقد أمر إلهنا العظيم أن يُوارى جسد القديسة. لكني أنا متقدم في السن وليست في قوة لاحفر قبراً. فهل بإمكانك أن تقوم بالمهمة بمخالبك؟ إذاً لتمكنا من أن نودع الأرض هيكل القديسة المائت".
وفيما هو بعد يتكلم إذا بالأسد يشرع في الحفر ويستمر فيه إلى أن اكمل إعداد ما يوافق.