فأردفت: "لازم الدير، أيها الأب. أيضا أقول لك حتى لو رغبت في الخروج فلن تتمكن من ذلك. ثم في غروب اليوم المقدس للعشاء الأخير، خذ بعضاً من جسد الرب يسوع ودمه المحيين في إناء مقدس لائق وأتني به. انتظرني عند ضفة نهر الأردن حيث الأماكن المأهولة لأتمكن من المجيء ومساهمة القدسات. فإني منذ أن ساهمت في كنيسة السابق المجيد قبل عبوري، وإلى هذا اليوم، لم أقرب الأسرار المقدسة البتّة. وإني لأتوق إليها بمحبة وشوق عارمين. لذلك أسألك أن تحقق لي أمنيتي وتأتيني بالأسرار المحيية في الساعة نفسها التي جعل فيها ربنا تلاميذه يتناولون عشاءه الإلهي. قل ليوحنا رئيس الدير، حيث تقيم، أن يحذر لنفسه والأخوة لأن ثمة الكثير يحتاج إلى إصلاح. فقط لا تتفوه بذلك الآن بل متى أرشدك الله. صل لأجلي!.
قالت هذا وتوارت في أعماق البرية. أما زوسيما فسقط على ركبتيه وانحنى إلى الأرض حيث وقفت ورفع لله مجداً وشكراً. وبعد أن هام على وجهه في الصحراء عاد إلى الدير في اليوم الذي عاد فيه الأخوة جميعاً.
طوال تلك السنة لم يفتح زوسيما فاه بكلمة ولا تجرّأ على اطلاع أحد عما عاين. فقط صلى أن يمن عليه الرب الإله بمطالعة وجه الناسكة العزيز مرة أخرى.