العذراء في مقدمة قانون الإيمان
+ نعظمك يا أم النور الحقيقى :
نعظمك : أى نرفعك ونطوبك حسب بنوتك ..
"هوذا منذ الآن جميع الجيال تطوبنى" ( لو 1 ) .
+ ذكر سيرة العذراء العطرة هو تعظيم لها.
+ ذكر معجزاتها وظهوراتها المختلفة هو تعظيم لها.
+ ذكر فضائلها الكثيرة هو تعظيم لها.
+ الاحتفال بصومها وأعيادها المختلفة هو تعظيم لها.
والعذراء مريم هى أم المسيح النور الحقيقى الذي هو "نور الناس والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه" ( يو 1 ) .
+ ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله : -
نمجدك أى نتغنى بفضائلك ونقدم لك المديح اللائق بكرامتك والمناسبة لفضائلك أيتها العذراء الدائمة البتولية، كنت عذراء قبل تجسد الإله في بطنك وأثناء الحمل وبعد الميلاد البتولى المعجزى.
+ أنت يا مريم قديسة وأم جميع القديسين لأنك تشرفت بما لم يتشرف به أحد إذ صرت سماء ثانية جسدانية وأحسنت الكنيسة إذ رفعت مقامك فوق كل الطغمات الملائكية وأرواح القديسين.
+ أنت يا مريم والدة الإله المتجسد منك لفداء البشرية أخذ من دمك جسده الطاهر وأرضعتيه لبنك وحملتيه على يديك طفلاً.
فليخرس نسطور المارق الذى استكثر عليك هذا اللقب وأراد أن يجردك منه، فاجتمع آباء الكنيسة وجردوه من كل رتبة كهنوتية ونفوه إلى صعيد مصر حيث أكل الدود لسانه الذي جدف عليك ومات شر ميتة وهلك.
ونحن نتلو كل يوم في التسبحة "الثيئوتوكيات" الخاصة بالثيئوتوكوس أى والدة الإله، ونمجد فيها الله الذى تجسد منها ونمدح والدة الإله وسيلة هذا التجسد الإلهى العجيب.
+ لأنك ولدت لنا مخلص العالم :
العذراء مريم هى التى ولدت المسيح مخلص العالم، الذي تجسد منها وولد بطريقة اعجازية حفظت لها بتوليتها مختومة وعاش حياته مجرباً حتى أكمل مهمة الخلاص والفداء للجنس البشرى كله على الصليب حينما قال "قد أكمل " ثم نكس رأسه وأسلم الروح.
+ أتى وخلص نفوسنا : -
أتى متجسداً من العذراء وخلص نفوسنا من موت الخطية ومن قبضة الشيطان حينما مات بالجسد على الصليب عوضاً عنا، وسفك دمه الطاهر غفراناً وتكفيراً لخطايانا "لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة".
+ المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح : -
نقدم التمجيد اللائق لسيدنا الحقيقى وملكنا الحقيقى يسوع المسيح الذي عتقنا من عبودية الشيطان وحررنا من عبودية الخطية وجعلنا له شعباً وأبناء وأحباء.
يقودنا في كل حين في موكب نصرته، ونحن نستأثر كل فكر إلى طاعة المسيح بصفته سيدنا وملكنا خالقنا وجابلنا له علينا حق السيادة والعبادة والطاعة والخضوع لشخصه ولكلامه، عبوديتنا لله هى الحرية بعينها لأنه لا يحب التسلط والقهر، إنما يحررنا من عبودية الخطية والشهوات والشيطان وكل أمر ردئ.
وهو ملكنا الذي يملك على قلوبنا حسب طلبه "يا ابنى اعطنى قلبك ولتلاحظ عيناك طرقى" هو ملكنا المتواضع الذي يحبنا أكثر مما يذلنا، لأنه وهو الملك هو الأب الحنون الذي يعتنى بنا ولا يهملنا أبداً.
لذلك نحن نمجده أى نسبحه ونغنى بحمده ونتذكر دائماً أفضاله علينا، تلك الأفضال التى لا تعد ولا تحصى، فنحن مطالبون دائماً بتقديم الشكر اللائق والتمجيد الفائق والعبادة الحارة لمقامه الإلهى السامى لأنه هو سيدنا وملكنا المسيح الفادى والمخلص.
+ فخر الرسل : –
فالمسيح هو موضوع فخر الرسل لأنه معلمهم وهو الذي اختارهم وكان موضوع الفداء والقيامة هو موضوع بشارتهم في كل مكان وموضوع شهادتهم الذي احتملوا من أجله الاضطهاد حتى الاستشهاد بفرح. كان الرسل يفتخرون بالمسيح وبالصليب الذي صلب عليه فيقول معلمنا بولس الرسول "أما من جهتى فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى وأنا للعالم" ( غل 6: 14 )
+ إكليل الشهداء :
المسيح هو إكليل الشهداء بمعنى أنه هو موضوع شهادتهم أمام الولاة والملوك وبسبب الإيمان به ذاقوا أنواع العذاب وأخيراً نالوا اكليل الشهادة من الرب يسوع المسيح نفسه ومعلمنا بولس يقول "جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعى حفظت الإيمان وأخيراً وضع لى إكليل البر الذى يهبه لى في ذلك اليوم الديان العادل، وليس لى فقط بل لكل الذين يحبون ظهوره أيضاً" ( 2 تى 4: 7، 8 ) .
+ تهليل الصديقين : -
الرب يسوع المسيح هو موضوع فرح الصديقين وتهليلهم، هو موضوع ترانيمهم وتسابيحهم، ومعلمنا بولس ينصحنا قائلاً "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا" ( فى 3: 1، 4: 4 ) .
أهل العالم لهم أفراحهم الجسدية والشيطانية أما الصديقون والأبرار فالرب هو موضوع تهليلهم وخلاص نفوسهم هو موضوع اهتمامهم، وحياتهم الأبدية مع المسيح يسوع هى موضوع فرحهم وابتهاجهم "وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد" ( 1 بط 1: 8 ) .
+ ثبات الكنائس : -
الرب يسوع المسيح هو ثبات الكنائس لأنه هو الصخرة التى بنيت عليها كل الكنائس ولها منه هذا الوعد المبارك "على هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" مت 16: 18 ) ، "نقشتك على كفى. أسوارك دائماً أمامى" ( أش 49: 16 ) .
الرب يسوع المسيح هو حجر الزاوية الذي يشدد أزر كنيسته والمؤمنين به فيظلوا ثابتين "الله في وسطها فلن تتزعزع" ( مز 46: 5 ) ، بل تظل ثابتة وراسخة بفضل عنايته ورعايته التى لا تغفل ولا تنام.
+ غفران الخطايا أو غافر الخطايا : -
الرب يسوع المسيح هو الله غافر الخطايا لكل من يتوب ويرجع وقد كررها معلمنا بطرس قائلاً "توبوا وليعتمد كل واحد على اسم يسوع لغفران الخطايا فتنالوا عطية الروح القدس" ( أع 2: 28 ) . "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكى تأتى أوقات الفرج من وجه الرب" ( أع 3: 16 ) .
الرب يسوع هو الذي غفر خطايا المفلوج ( لو 5: 17 – 26 ) والمرأة الخاطئة ( لو 7: 36 – 50 ) واللص اليمين التائب ( لو 23: 40 – 43 ) .
- نبشر بالثالوث القدوس لاهوت واحد نسجد له ونمجده :
هذه هي العقيدة المسيحية الكبرى. التثليث والتوحيد في ذات الله العلي. الله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم أو الصفات الذاتية.
نقدم له سجود العبادة الواجب والتمجيد والتسبيح اللائق بألوهيته. ثم يختم الآباء هذه القطعة اللاهوتية المتجمعية العظيمة بطلب الرحمة والبركة من الله بالحاح وثقة قائلين :
يارب أرحم. يارب أرحم. يارب بارك .. آمين ..