ألا يُظهر لنا القديس بولس, في كل مناسبة,
موت المسيح كأعظم دليل على حبه لنا؟ فيقول:
«الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة قد مات المسيح لأجلنا» (رو8:5).
أليس بذلك يفتخر ويتسامى ويتهّلل وكأنه يطير من شدة الاشتياق،
كاتبًا لأهل غلاطية: «حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» (غل14:6)؟
بل إن المسيح نفسه الذي احتمل هذه الآلام يدعوها مجداً له (يو1:17), وحينما أراد أن يبين لنا حبّه فماذا ذكر؟
هل آياته ومعجزاته وعجائبه؟ لا أبداً! بل رفع صليبه في الوسط قائلا: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» (يو16:3),
وهكذا أيضًا يقول بولس: «الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين, كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟» (رو32:8),
وحينما يدعو إلى المحبة ينصب هذا المثال أيضاً في الوسط قائلاً:
«أحبوا بعضكم بعضاً كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة» (أف2:5)
القديس يوحنا ذهبي الفم