في المنفى
في حزيران 1946، مُنح دكتورا في اللاهوت من جامعة كولومبيا نظراً لتفوّقه الأكاديميّ. هذه كانت الدّكتورا الخامسة والأخيرة الّتي نالها.
بين العامين 1946 و1949، علّم المغبوط نيقولاي الدّائم الوفاء لبلده في معهد القدّيس سابا في ليبرتيفيل في إيلينوي. أيقن نيقولاي أهميّة نقل التّعليم الأرثوذكسيّ باللّغة الإنكليزيّة للصرب الّذين ولدوا في أميركا فنشر عدداً من مؤلّفاته الدّينيّة باللّغة الإنكليزيّة. وآخر كتاب كتبه كان سيرة القدّيس سابا. ويقول أحد الأساتذة في المعهد، الدّكتور فيسيلين كسيش إنّ هذا الكتاب يكشف جانباً من تفكير الأسقف نيقولاي وتأمّله في نهاية حياة القدّيس سابا: فالقدّيس سابا انكفأ إلى بيت الصّلاة في ستودينيكا وصلّى إلى ربّه أن يسمح له أن يرقد في بلدٍ غريب. لماذا طلب هذا من ربّه؟ في ظن نيقولاي هناك عدّة أسباب منها: كان القدّيس سابا يعترض على الوضع السّياسيّ المتقلقل في بلاده، وأراد أن يسترعي انتباه شعبه إلى ذلك، بالإضافة إلى قناعته أنه يستطيع أن يساعدهم أكثر من خارج البلاد. هذه الأسباب الثّلاثة هي الّتي ربّما دفعت الأسقف لأن يأتي إلى أميركا ويمكث فيها إلى نهاية حياته.