نجح أسقفنا في كلّ مهامه: ألقى أكثر من مئة وخمسين محاضرة وموعظة خلال ثلاثة أشهر. رسالته كانت واضحة: لا تلوموا المزارع الأوروبيّ (في أوروبا الشّرقيّة) لنشوب الحرب العالميّة الأولى لأنّه ذو نفسٍ نبيلة، بل لوموا الطّبقة المثقّفة الّتي خلقتها الجامعات في أوروبا الغربيّة. فهؤلاء المثقّفون هم الّذين يضلّون. وقال إنّه إذا استمرّ الوضعُ على ما هو عليه في أوروبا الغربيّة فلا بدّ من نشوبِ حربٍ عالميّةٍ ثانيّة. وكم كان محقّاً في ما تنبّأ به! من أشهر مواعظه ما ألقاه في الكنيسة الأنكليكانيّة في كاتدرائيّة القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ في مدينة نيويورك. عنوان عظته كان "الحجر الّذي رذله البنّاؤون"، فيها دعا أوروبّا الغربيّة إلى العودة إلى جذورها، إلى المنبع الحقيقيّ وصخرة ثقافتهم وحضارتهم بأكملها، أي إلى الرّبّ يسوع المسيح المخلّص، الّذي هو الطّريق والحق والحياة.