أحد أعضائها قال: "لقد انذهلنا لسماعه يتكلّم عن الرّبّ يسوع المسيح لدرجة أنّه أبكمنا". على أثر هذا الامتحان، قررت اللّجنة أن تبعث الأب نيقولاي إلى روسيا ليتعرّف على ثقافتها الغنيّة. في هذه الفترة عينها كتب "ديانة نجيغوش" وهو كتاب عظيم من النّاحيتين الدّينيّة والفلسفيّة.
عاد بعدها الأب نيقولاي إلى بلغراد كمدرّسٍ في معهد القدّيس سابا. سنة 1912، نشر مختارات من عظاته أسماها "عظات على سفح الجبل" قائلاً إنّ الرّبّ يسوع كان يعظ على قمة الجبل، أمّا هو فلا يستحقّ أن يعظ إلا على سفح الجبل. عام 1914 كتب "ما بعد الخطيئة الموت"، وهو كتابٌ فيه معانٍ عميقة يستطيع الإنسان البسيط أن يفهمها. في المعهد، كان للأرشمندريت نيقولاي تأثيرٌ كبير في تلاميذه. وقد دفع بالكثيرين إلى الرّهبنة أو الكهنوت أو إلى دراسة معمّقة للاهوت. أحد تلامذته الرّوحيين هو يوستينوس بوبوفيتش، الّذي أصبح أعظم لاهوتيّ في تاريخ الكنيسة الصّربيّة الأرثوذكسيّة (يُعيّد له في 25 آذار). علّم الدّكتور نيقولاي فيليميروفيتش الفلسفة والمنطق والتّاريخ واللّغات الأجنبيّة، وبسرعة أصبح وجهاً صربيّاً ثقافيّاً بارزاً بالإضافة إلى مرشد روحيّ محبوب.