بدأ نيقولاي دروسَه الأولى في دير شيليجي المكرّس لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل. هناك أمل والده دراغومير أن يحظى بالتّعليم اللازم الّذي يخوّله الحصول على وظيفة في الدّولة، ليصبح رجلاً نافذاً بإمكانه دعم ضيعته ليليش. تعلّم الطّفل نيكي (كما كانوا يسمّونه في ليليش) على يد الأب أندراوس، أبيه الرّوحّي، دروسَه الأولى في القراءة والكتابة والرّياضّيات. إلى جانب ذلك، كان الأب أندراوس يلقّنه دروساً حول الكتاب المقدّس والآبائيّات بالإضافة إلى التّقليد الدّيني- الوطنّي لصربيا. هذه الدّروس الأخيرة هي الّتي أثارت اهتمام الطّفل نيكي. وقد أظهر رغم صغر سنّه مقدرةً كبيرة على الاستيعاب ورغبةً في التّعلّم. في أثناء العطلة الصّيفيّة، كثيراً ما كان نيقولاي يمضي النّهار بطوله مختبئاً في جرسيّة الكاثوليكون (الكنيسة الرّئيسيّة) التّابعة للدّير منشغلاً بالصّلاة وقراءة الكتب. وبفضل مثال أمّه وتعاليم الأب أندراوس، بدا نيقولاي متّجهاً نحو هدف أسمى من أن يكون مجرّدَ مواطنٍ نافذٍ في ضيعته الصّغيرة.