خصال رجل اللهً
أولى ميزات الخوري والمعلّم يوسف أنّه كان فقيراً. بعض المصادر يذهب إلى حدّ القول إن خدمته للكنيسة كانت "بدون عوض". أحد العلماء الروس المطّلعين قال عنه إنّه لم يكن له دخل البتّة لانصرافه إلى خدمة المدرسة، لكن نفقاته كان يحصّلها أولاده من شغل أيديهم.
في كل حال، لم يكن المال ليغريه البتّة.
من أخباره أنّه بعدما ذاع صيت مدرسته رغب إليه البطريرك الأورشليمي كيرللس الثاني (1845 – 1872) أن يدرّس العربية في مدرسة المصلبة الإكليريكية غربي القدس، فاعتذر، فعرض عليه راتباً مغرياً، خمساً وعشرين ليرة، بالإضافة إلى المسكن وإيراد البطرشيل وتعويضات أخرى، فأبى رغم حاجته إلى المال. قال مشيراً إلى رعيّته في دمشق: "إنّي دعيت لخدمة هذه الرعيّة دون سواها والذي دعاني يكفيني".
وكان، إلى ذلك، حسن العبادة، حار الإيمان، صبوراً صبراً عظيماً، صالحاً جداً، وديعاً، هادئاً، متواضعاً، شفوقاً، دمثاً، يكره الكلام عن نفسه ويمجّ الافتخار حتى يخجل من مادحيه ولا يعرف بما يجيبهم.