فالجسد أفضل من الطعام والشراب، وهو للرب،
فينبغي أن نجعله للرب فعلياً حينما نسير في القداسة، لأن إكرام الجسد الحقيقي هو في التقديس والطهارة، أما الهبوط به من مستوى المجد للهوان لا يأتي بسبب أنواع الطعام المختلفة ولا اللحوم.. الخ، بل لا يأتي إلا عن طريق الشهوات المنحرفة عن مسارها الطبيعي والحياة بالملذات المبددة لطاقات النفس الروحية، وهذا كله نتيجة الاستهتار وعدم التقوى، فلنكرم أجسادنا ونحفظها ولا نبدد طاقتها أو نشلها بكثرة أصوامنا بإفراط أو العمل بما يفوق طاقتنا وإمكانياتنا لأن هذا سيدمرنا، لأن حتى لو نجحنا في هذا الإفراط سندخل في سقطة الكبرياء، فالله لا يطلب نسكنا بل قلبنا، لأنه قال اعطيني قلبك وليس نسكك ولا أعمال جسدك، فقط نحن نضبط الجسد لكي نخضع بالتمام لله، فاحذروا أن تخسروا جسدكم وتضيعوا صحتكم بحجة النسك وأعمال الزهد التي تتبعه، لأن الكل مطالب أن يحفظ جسده لا أن يهمله، بل يقوته ويربيه تحت سلطان الروح القدس بحكمة وإفراز أي بتدبير حسن تحت إرشاد سليم حسب الإنجيل.