فالولد الصغير روحياً يحتاج يعرف كيفية تنقية القلب والخروج من حياة الشرّ بالتمام ليتقبل الأسرار الإلهية وينمو في النعمة، لأن من المهم أن يعرف كيف ينتصر على ذاته ولا يحقق رغباتها، لذلك تقدِّم له كل ما يتناسب مع حالته وتقول لنصم عن كل شرّ، وذلك لكي لا يُخطئ، لأن الطفل عادةً يرتكب الحماقات الكثيرة لأن طبيعة طفولته وقلة نضوجه وعدم خبرته تجعله يتخبط كثيراً، ولذلك نلاحظ كلام الرسول للأولاد في رسالته الأولى إذ يقول لهم:
+ يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. (1يوحنا 2: 1 – 3)
وهذه هي الدرجة الأولية للصوم، والتي بدونها لا يحدث نمو سليم ولا يدخل إنسان في الدرجة الثانية التي للأحداث، فكل الهدف من الصوم عند الأولاد أو المبتدئين في الحياة مع الله، هو أن لا يُخطئ، وحتى ولو في البدايات تعثر أي إن أخطأ، فهي تقدم لهُ تعليم عن شفاعة المسيح الرب ليُحفر في قلبه حفراً لكي لا يفارقه أبداً، وشفاعة الرب الذي يؤكدها الرسول وتُعلِّم بها الكنيسة هو . لخطايا العالم كله، فلا خوف من تعثر ولا من سقطة لأنه حاضر كل حين أمام الآب بصفته وسيط العهد الأبدي، وشفاعته شفاعة كفارة، الكل فيه بار لا من نفسه ولا بقدراته ولا أعماله الصالحة، إنما منه هو، لأنه بار، وفيه يتبرر الجميع: