عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 03 - 2019, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,653

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

الفصل العشرون
1- لقد تحدثنا وباختصار على قدر المستطاع وبقدر ما أمكننا فهمه عن سبب ظهوره فى الجسد، وأنه لم يكن ممكنًا أن يحول الفاسد إلى عدم الفساد إلا المخلّص نفسه، الذى خلق منذ البدء كل شئ من العدم. ولم يكن ممكنًا أن يعيد خلق البشر ليكونوا على صورة الله إلاّ الذى هو صورة الآب. ولم يكن ممكنًا أن يجعل الإنسان المائت غير مائت إلاّ ربنا يسوع المسيح الذى هو الحياة ذاتها.
ولم يكن ممكنًا أن يُعلّم البشر عن الآب ويقضى على عبادة الأوثان إلا الكلمة الذى يضبط كل الأشياء، وهو وحده الابن الوحيد الحقيقي.
2- ولما كان من الواجب وفاء الدين المستحق على الجميع، كما بيّنا سابقًا كان الجميع مستحقين الموت، فلأجل هذا الغرض جاء المسيح بيننا. وبعدما قدّم براهينًا كثيرة على إلوهيته بواسطة أعماله فى الجسد فإنه قدّم ذبيحته عن الجميع، فأسلم هيكله للموت عوضًا عن الجميع، أولاً لكى يبرّرهم ويحررهم من المعصية الأولى، وثانيًا لكي يثبت أنه أقوى من الموت، مظهرًا ذات جسده أنه عديم الفساد، وأنه باكورة لقيامة الجميع.
3- ولا تتساءل إن كنا نكرر ما نقوله عند الحديث عن نفس الموضوعات، فطالما نحن نتحدث عن مشورة الله الصالحة من جهتنا, فيجب علينا أن نشرح المعنى الواحد بطرق عديدة، حتى لا يبدو كأننا تركنا أى شئ بدون تفسير، فنُتهم بالتقصير أو بالعجز في معالجتنا لأمور هامة كهذه. لأنه من الأفضل لنا أن نُتهم ونُنتقد بسبب التكرار من أن نترك أى شئ كان يجب أن نعرضه بوضوح.
4- فالكون جسده من طبيعة البشر ذاتها, لأنه كان جسدًا بشريًا, حتى إن كان قد أُخذ من عذراء فقط بمعجزة فريدة, لكن لأنه كان قابلاً للموت لذلك كان لابد أن يموت كسائر البشر نظرائه. غير أنه بفضل اتحاده بالكلمة فإنه لم يعد خاضعًا للفساد الذى بحسب طبيعته، بل بسبب كلمة الله الذى حلّ فيه فإن الفساد لم يلحق به.
5- وهكذا تم فعلان متناقضان فى نفس الوقت, الأول هو أن موت الجميع قد تم فى جسد الرب, والثانى هو أن الموت والفساد قد أبيدا من الجسد بفضل اتحاد الكلمة به. فلقد كان الموت حتميًا، وكان لابد أن يتم الموت نيابة عن الجميع لكى يوفى الدين المستحق على الجميع.
6- ولهذا وكما ذكرتُ سابقًا طالما أن الكلمة كان من غير الممكن أن يموت، إذ أنه غير مائت، فقد أخذ لنفسه جسدًا قابلاً للموت, حتى يمكن أن يقدمه كجسده نيابة عن الجميع، حتى إذا ما تألم عن الكل باتحاده بالجسد فإنه يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت, أى إبليس, ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية.
  رد مع اقتباس