5- وهذا هو الأمر العجيب، أنه بينما كان يتصرف كإنسان كان ككلمة الله يُحيي كل الأشياء, وكابن كان كائنًا فى أبيه. ولذلك عندما ولَدَته العذراء لم يعتريه أي تغير (من جهة طبيعته الإلهية)، ولا تدّنس بحلوله في الجسد، بل بالعكس, فهو قدّس الجسد أيضًا.
6- ورغم وجوده في كل الأشياء, إلا أنه لم يستمد منها شيئًا، بل إن كل الأشياء تستمد منه الحياة وتعتمد عليه في بقائها.
7- أن كانت الشمس التي خلقها والتي نراها وهى تدور في السماء لا تتدنس عندما تلمس أشعتها الأجسام الأرضية، ولا تفقد نورها بسبب ظلمة هذه الأجسام، بل بالعكس تنيرها وتطهرها أيضًا؛ فبالأولى جدًا كلمة الله كليّ القداسة، خالق الشمس وربها، لا يتدنس بمجيئه في الجسد، بل لكونه عديم الفساد فقد أحيا الجسد المائت وطهّره، فهو الذى كُتب عنه: "الذي لم يفعل خطية ولا وُجدَ في فمه مكر".