15 - 03 - 2019, 06:14 PM
|
رقم المشاركة : ( 38 )
|
† Admin Woman †
|
رد: تجسد ربنا يسوع المسيح
الفصل السابع عشر 1- لأنه لم يكن محصورًا في الجسد, كما قد يتوهم البعض, أو أنه بسبب وجوده في الجسد كان كل مكان آخر خاليًا منه، أو أنه بينما كان يحرّك الجسد كان العالم محرومًا من أفعال قدراته وعنايته. غير أن الأمر العجيب والمدهش جدًا هو أنه مع كونه هو الكلمة الذي لا يحويه شئ فإنه هو نفسه يحوي كل الأشياء. وبينما هو موجود في كل الخليقة فإنه بحسب جوهره هو متميز عن كل الخليقة, فهو حاضر في كل الأشياء بقدرته فقط، ضابطًا كل الأشياء ومظهرًا سيادته على كل شئ، وعنايته بكل شئ، وواهبًا الحياة لكل شئ. ومع أنه يحوي كل الأشياء ولا يحتويه شئ، إلاّ أنه كائن كلية في أبيه وحده.
2- وحتى مع وجوده في جسد بشري معطيًا الحياة له فقد كان من الطبيعي أن يمنح الحياة للكون كله في نفس الوقت, ومع كونه حاضرًا في كل جزء (من الخليقة بقدرته) فهو خارج كل شئ (بجوهره). وبينما صار معروفًا بأعماله التي عملها في الجسد فإنه كان في نفس الوقت ظاهرًا أيضًا بواسطة أعماله في الكون كله.
3- إن عمل النفس أن تدرك الأشياء الخارجة عن جسدها بأفكارها, ولكنها لا تستطيع أن تعمل خارج نطاق جسدها, أو أن تحرك الأشياء البعيدة عن جسدها. ولن يستطيع أى إنسان أن يحرك الأشياء البعيدة أو ينقلها بمجرد التفكير فيها, وأيضًا فأى إنسان لا يستطيع وهو جالس في بيته، بمجرد التفكير في الأجرام السماوية، أن يحرك الشمس أو يجعل السماء تدور، لكنه يرى أنها تتحرك وأنها قد وُجدت، دون أن يكون له أى قدرة للتأثير عليها.
4- أما كلمة الله فلم يكن كذلك في تجسده، إذ لم يكن مقيدًا بسبب الجسد، بل بالحرى كان يستخدم جسده، ولذلك فهو لم يوجد في الجسد فقط بل كان موجودًا بالفعل في كل شئ, وبينما كان خارج الكائنات فقد كان في أبيه وحده مستقرًا.
|
|
|
|