15 - 03 - 2019, 06:13 PM
|
رقم المشاركة : ( 33 )
|
† Admin Woman †
|
رد: تجسد ربنا يسوع المسيح
الفصل الرابع عشر 1- وكما أنه لو كانت هناك صورة لشخص مرسومة على قماش مثبّتة على لوحة خشبية وتلطخت هذه الصورة من الخارج بالأقذار، مما أدى إلى اختفاء ملامحها، ففي هذه الحالة لابد من حضور صاحب الصورة نفسه ثانية لكي يمكن إعادة تجديد الصورة على نفس قماش اللوحة، فلا يلقى بالقماش لأن صورته رُسمت عليه، بل يُجدِّد الرسم عليه مرة أخرى.
2- وعلى هذا النحو، فقد أتى إلى عالمنا الكليّ القداسة, ابن الآب، إذ هو صورة الآب، لكى يجدّد الإنسان الذي خُلِق مرة على صورته، ويخلّص ما قد هلك بمغفرة الخطايا، كما يقول هو في الأناجيل: "جئت لكي أطلب وأخلّص ما قد هلك" . ولأجل هذا أيضًا قال لليهود: "إن كان أحد لا يولد ثانية" , وهو لا يقصد بهذا, كما ظنوا, الولادة من امرأة، بل قصد التحدث عن إعادة ميلاد النفس وتجديد خلقتها بحسب الصورة.
3- ولكن إن كانت العبادات الوثنية والمعتقدات الإلحادية قد سيطرت على المسكونة، وإن كانت معرفة الله قد أُخفيت، فمن ذا الذي كان قادرًا أن يقوم بتعليم المسكونة عن الآب؟ وإن قال أحد إن هذه هى مهمة إنسان أجبناه أنه لم يكن في استطاعة إنسان أن يطوف المسكونة كلها, كما أنه ليس من طبيعته أن تكون لديه القدرة على الركض لمثل هذه المسافات الشاسعة، ولا هو يستطيع أن يدّعي القدرة على القيام بهذا العمل. كما أن البشر لا يستطيعون من تلقاء أنفسهم أن يقاوموا غواية الأرواح الشريرة وحيلها.
|
|
|
|