15 - 03 - 2019, 06:12 PM
|
رقم المشاركة : ( 5 )
|
† Admin Woman †
|
رد: تجسد ربنا يسوع المسيح
الفصل السادس 1- لأجل هذا إذن ساد الموت أكثر وعم الفساد على البشر، وبالتالى كان الجنس البشرى سائرًا نحو الهلاك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان الإنسان العاقل والمخلوق على صورة الله آخذًا في التلاشى، وكانت خليقة الله آخذةً في الانحلال.
2- لأن الموت أيضًا، وكما قلت سابقًا، صارت له سيادة شرعية علينا، منذ ذلك الوقت فصاعدًا، وكان من المستحيل الهروب من حكم الناموس، لأن الله هو الذى وضعه بسبب التعدى، فلو حدث هذا لأصبحت النتيجة مرعبة حقًا وغير لائقة في نفس الوقت.
3- أولا سكون من غير اللائق أن الله بعدما تكلم بشئ مرة يتضح أنه فيما بعد كاذب، أى أن الله بعد أن أمر أن الإنسان يموت موتاً، أن يتعدى الأمر ولا يموت، بل تبطل كلمة الله, وسيكون الله غير صادق إن كان الإنسان لا يموت بعد أن قال الله إنه سيموت.
4- ثانيا سيكون من غير اللائق أن تهلك الخليقة وترجع إلى العدم بالفساد، تلك الخليقة التى خُلقت عاقلة، وكان لها شركة في الكلمة.
5- سيكون أيضًا بصلاح الله أن تفنى خليقته بسبب غواية الشيطان للبشر.
6- ومن ناحية أخرى سيكون من غير اللائق على الإطلاق أن تتلاشى صنعة الله بيد البشر إما بسبب إهمالهم أو بسبب غواية الشياطين.
7- وطالما طال الفساد الخليقة العاقلة، وكانت صنعة الله في طريقها إلى الفناء، فما الذى كان يجب على الله الصالح أن يفعله؟ أيترك الفساد يسيطر على البشر والموت ليسود عليهم؟ وما المنفعة إذن من خلقتهم منذ البدء؟ لأنه كان أفضل بالحرى ألاّ يُخلقوا بالمرة من أن يُخلقوا وبعد ذلك يُهملوا ويفنوا.
8- لو أن الله أهمل ولم يبالى بهلاك صنعته، لأظهر إهماله هذا ضعفه وليس صلاحه. ولو أن الله خلق الإنسان ثم أهمله لكان هذا ضعفًا أكثر مما لو أنه لم يخلقه أصلاً.
9- لو لم يكن قد خلق الله الإنسان لما تجرأ أحد أن ينسب إليه الضعف. أما وقد خلقه وأتى به من العدم إلى الوجود, فقد كان سيصبح من غير اللائق بالمرة أن تفنى المخلوقات أمام عينى الخالق.
10- كان ينبغي إذن أن لا يُترك البشر لينقادوا للفساد لأن هذا يُعتبر عملاً غير لائق ويتعارض مع صلاح الله.
|
|
|
|