” نظرت فوجدت امرأة غريبة أمامي لم أكن أعرفها، لكنني شعرت بأنها تعرفني، وشعرت بأنني يمكنني الوثوق بها، فرافقتها وتركت جسدي المريض ملقى على السرير، وشاهدت الأطباء وطاقم التمريض، وكنت أسمعهم وهم يتحدثون إلى بعضهم، حيث قال أحدهم “اصدم المريض” مرتين، وكنت حينها أنظر إلى نفسي .. إلى جسدى الممد على السرير، وإلى الممرض الجالس بجواري، وإلى رجل آخر أصلع الرأس.”
” بدأ الأوكسيجن يتناقص تدريجياً حتى أدركت بأني أموت ورددت في نفسي: أنا ذاهب للموت، لا أتذكر شيئاً بعد تلك اللحظة، حيث وجدت نفسي فجأة أطفو فوق جسدي الملقى على الأرض، وبدأ الشعور بالألم والاختناق يتلاشى، ليحل محله الشعور بالسكينة والسلام، لقد كنت أنظر إلى جسدي وأتأمل جثث زملائي، حتى وجدت أطيافهم تحلق فوق أجسادهم مثلي! الشيء الأكثر غرابة هو أن أحد زملائي لديه عيب في قدمه، شاهدت طيفه وهو يطير فوق جثته بقدم سليمة وصرخت فيه “انظر ياخوسيه إلى قدمك .. إنها سليمة، ليظهر بعدها ضوء شديد كان أكثر إشراقاً من ضوء الشمس وهي تشرق على حقل من الثلج، كانت ساطعة وشديدة لكني كنت أنظر إليها دون أن تؤذي عيني، لمحت بعدها جدي المتوفي وتحدثت إليه. عندما كنت هناك، كان كل شيء يبدو رائعاً، وروحي كانت حرة تماماً، شعرت وكأن كل شيء بلا حدود، وعندما عدت لجسدي الفيزيائي شعرت بضيق وحزن وعدم ارتياح، وددت لو أخرج من هذا الجسد ولا أعود له، أنا اشعر أني مقيد داخل هذا الجسد، لقد أخذت وقتاً طويلاً حتى اعتدت عليه من جديد!”