بعد ستة أيام كان الوالي جالسا مع مرافقيه، أثناء الليل وهم يتنفسون الصعداء ظانين انهم تخلصوا من القديس الذى أزعجهم، بوضعه في الآتون المتقد بالنار، وتشاوروا أن يذهبوا إلى مكان عذاب القديس ولكنهم عندما اقتربوا ناحية الآتون، سمعوا صوتا خارجا من مستوقد الحمام ورأوا أعجوبة عظيمة فقد كان القديس واقفا وسط الآتون يسبح ويمجد الله وكان يصلي قائلا: "أسبحك أيها الآب والابن والروح القدس، أسبحك يا فخر جميع الشهداء وإكليل كافة الرسل الأنبياء، وجهاد القديسين، تاج النساك وحلة الصديقين والقديسين وواضع الأكاليل علي المجاهدين، يسوع المسيح الاسم الحلو، يا قدوس يا من أرسلت ملاكك ليخلصني وينقذني كما أنقذ الثلاثة فتية من اللهيب." وإذ بميخائيل رئيس الملائكة قد نزل من السماء وجعل الأتون مملوء بريح ونسيم بارد وجعل جناحيه علي القديس وقال له: "ياابسخيرون تقو ولا تخف فانك تنال الإكليل والغلبة مع القديسين والشهداء وبعد أربعة أيام تنال شهادتك، وأنا ئيس الملائكة ميخائيل أرسلت إليك لكي احفظ جسدك المقدس." ولما فرغ من كلامه صعد الملاك إلى السماء، وكان الجنود الموكلون بالآتون يشاهدون هذا المنظر ويسمعوا هذا الكلام وعند ذلك ذهبوا مندهشين يحدثون أريانوس الوالي بما شاهدوه وسمعوه، أما أريانوس فلما سمع حديثهم ازداد قسوة وأظلم قلبه وابتدأ يفكر وهو متحير وفي دهشة عظيمة وهو يحدثهم قائلا: "إنني قطعت رؤوس ستة عشر ألفا من المسيحيين وأحرقت بالنار ونفيت كثيرين ولم انظر فيهم أقوى من سحر ابسخيرون هذا!! وبعد تفكير كثير استدعى الوالي أريانوس رجلا ساحرا اسمه الكسندروس، وهذا الساحر كان يدعي أن له تعاويذ عن الشمس والقمر والفلك وأنه يتحدث معها والشياطين تسمع له. فلما أتي أمام الوالي قال له: "أيها الساحر العظيم أنك تعرف إنني قد غلبت هذا الجنس الرديء الذي هو جنس النصارى، وقد قتلت كثيرين منهم ولم يغلبني سوى هذا الساحر ابسخيرون ولم أقدر عليه بأى نوع من أنواع العذاب أو العقاب وقد مات ولدى الحبيب بسحره ولا أعلم ماذا أفعل به."