وهي نتيجة منطقية للصراع بين الحزبين. وعلاوة علي ذلك، لإبرازها التعاليم الفريسية المشهورة عن الثيوقراطية، والمسيا، والجزاء الإلهي، وإرادة الإنسان الحرة. ولكن الدراسات التي تمت علي مخطوطات وادي قمران، قد فتحت باباً جديداً ، لأن ما بهذه المزامير من أفكار يثبت فقط أنها ليست من تأليف الصدوقيين، لأن هذه الأفكار لم تكن وقفاً علي الفريسيين، بل كان هناك فريق ثالث تمثله جماعة قمران خير تمثيل، والذين يمكن أن يُطلق عليهم اليهود "الأخرويين"، فالطابع الميساني الواضح أوالربّ هو الملك (2: 30، 32؛ 5: 18، 19؛ 17: 1، 34، 46) والشريعة مقدّسة، وقدأساء استعمالَها أعداؤها (4: 8). ولكنها كانت البرهان على اهتمام الله بشعبه (10:4) وعنايته الإلهيّة (5: 3، 4). هذا ما يقوله يوسيفوس عن الفريسيّين والاسيانيّين،بحيث يميّز هاتين الفئتين عن الصادوقيّين. والتعليم عن المجازاة (2: 34، 35؛13: 6؛ 15: 12، 13؛ 17: 8) يميّز أيضاً الفريسيّين والاسيانيّين عن الصادوقيّين، والتلميح الخفيف إلي القيامة في هذه المزامير، إنما يشيران إلي أنها من كتابة هذا الفريق الثالث أكثر مما إلي الفريسيين . ولكنايضا عدم وجودها في مخطوطات قمران فيعود ويرجح الفريسيين.
وحيث انه من الواضح أن هذه المزامير لم يكتبها الملك سليمان، فلابد أن يتبادر إلي الذهن هذا السؤال: لماذا أطلق عليها اسم "مزامير سليمان"؟ وإذا افترضنا أنه لم يكتبها شخص آخر اسمه سليمان، فالأرجح إن الكاتب كان متأثراً جداً بالمزامير الكتابية (وهو مايبدو واضحاً في الأسلوب والمحتوي). وحيث أن الكثير من المزامير تنسب إلي داود، فلعَلَّ الكاتب (أو الكتابين) أراد أن ينسبها إلي شخصية بارزة، فنسبها إلي سليمان بن داود وخليفته، وبخاصة لطابعها الميساني الذي كان سليمان رمزاً له.