كاتب السفر
هو غالباليس شخص واحد ولكنمجموعة ولكن لا يمكن الجزم بما إذا كانت هذه المجموعة من المزامير من تأليف شاعر واحد أو أكثر من شاعر، فحيث أنه لا توجد اختلافات واضحة في الأسلوب أو المحتوي في أي مزمور منها عن سائر مزامير المجموعة، فليس ثمة سند لأفتراض تعدد الكاتبين. فالرباطبين 1: 1- 2: 18 و2: 9- 31؛ وبين 8: 1- 22 و8: 23- 34؛ وبين 17: 1- 15 و7: 21- 24لا يبدو واضحاً. إن 18: 10- 12 يبدو كملحق. وعناوين بعض المزامير الفرديّة ترتبطقليلاً بسياقها، والملاحظاتُ الموسيقيّة أو الليتورجيّة ليست في محلّها. وهكذانكون أمام عمل قام به الناشر. والمزامير الباقية لا تحمل معطيات تاريخيّة، ولا تساعدناعلى اكتشاف الكاتب. فلا فائدة من الجدال إن كنّا أمام كاتب واحد أم كتّاب عديدين:فالتشابهات التي نجدها في النصوص تُقنع أولئك الذين يتحدّثون عن كاتب واحد،والاختلافات تقول بوجود أكثر من كاتب. فمن الأفضل أن نفهم هذه الأناشيد كنتاججماعة. من الواضح أن الكاتب ينطلق من جماعة محدَّدة ويتكلّم من أجل جماعة يضربهاالاضطهادُ فتتطلّع إلى المستقبل. فالمواضيع المعبَّر عنها ليست فرديّة، بلجماعيّة. وهكذا نكون أمام تقليد جماعيّ، يعيننا لكي نفهم التشابهات التي تجمعمزموراً إلى آخر، والاختلافات التي تفصل نشيداً عن آخر. وهكذا نتجنَّب التصلّبالدقيق الذي لا يرى سوى العناصر الجامدة. فإن كان من وحدة في السفر، فهي وحدةعلى مستوى التقليد.
وقد قرر "ولهازون" ومدرسته، أن الكاتب (أو الكاتبين) كان من الفريسين، وذلك من الإشارة إلي الصدوقيين بأنهم "الأشرار" المتربعون علي كراسي السلطة بالعنف1(7: 5- 8، 22)، ولم يهتمّوا بالطهارة الطقسيّة ولا بالممارسات المفروضة فيالاحتفالات (1: 8؛ 2: 3، 5؛ 7: 2؛ 8: 12؛ 17: 45). وقد أخذوا طوعاً بعادات الغرباء(8: 22).