كنيسة المعمودية للبالغين:
على أثر انتشار الديانة المسيحية وإقبال الناس على الدخول فيها بكثرة بالغة ، كان لابد من أقامة مبنى خاص لتعميد البالغين والكبار من الناس .لذلك أقيمت كنيسة المعمودية هذه على بعد 300 متر تقريباً الى الجنوب من الواجهة الجنوبية لكنيسة القديس سمعان وعلى ذات المحور الممتد شمال جنوب .
يتألف هذا الصرح من مبنى مربع أقيم في وسطه مثمن صغير في جهته الشرقية حنية حفر في أسفلها حفرة مستطيلة ومكسوة بالقرميد الأحمر ، عمقها 80 سم تقريباً ، مزودة بدرجتين أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب ، ليتمكن الشخص الموعوظ (طالب العماد) من النزول فيها من إحدى جهتيها ، والخروج من الجهة المقابلة ، بعد أن ينال العماد المقدس عن يد أحد الكهنة أو الأساقفة ليصبح مسيحياً .
في أرضية هذا البناء توجد قناة حجرية تسيل منها المياه ، ربما ، الى جرن المعمودية في أثناء إقامة الرتبة .
يحيط بهذا المثمن رواق لإقامة التواطف الطقسي بعد الانتهاء من رتبة العماد . ثم يتوجه المؤمنون الى الكنيسة المشيدة في جنوب المثمن لاستكمال الطقوس .
بنيت هذه الكنيسة أيضاً على الطراز البازلكي وتتألف من ثلاثة أبهاء وحنية قدس الأقداس في الجهة الشرقية ، يقوم الى جانبيها كل من غرفتي الشهادة والمخصصة للألبسة الكهنوتية .
يعتقد تشالكنو أنه تم بين العامين476 و 490 بناء المثمن والأجنحة الأربعة للكنيسة حول وكذلك كنيسة المعمودية . ثم بدئ بمتابعة بناء الدير والمقبرة والكنيسة جنوب المعمودية في نهاية القرن الخامس عشر للميلاد وكذلك تعود الى نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الأبنية الفندقية الملحقة بكنيسة المعمودية والقريبة من الغرب منها والتي تبين إحدى الكتابات أن بنّاؤها كانوا من قرية تل عبقرين القريبة .
ولا تنسى ذكر طريق المواكب الصاعدة التي تصل قرية تلانيسوس في سفح الجبل بالكنيسة مروراً بقوس النصر ، كان الحجاج يسلكونها وهم يرتلون الأناشيد الدينية والصلوات قادمين لزيارة القديس على عاموده أو زيارة العامود والكنيسة بعد وفاته مع التواطف حول العامود وأجنحة الكنيسة .