أجنحة الكنيسة حول المثمن:
لقد تألف كل جناح من الأجنحة الأربعة حول المثمن من كنيسة ذات ثلاثة ابهاء على نمط الكنائس البازليك المعروفة في القرن الخامس في المنطقة . أما الجناح الغربي المنحدر والمطل على وادي عفرين فقد استند بأبهائه الثلاثة على ثلاثة أقواس قامت فوق ركائز وكأنها شرفة تطل من الأعلى على الوادي البعيد وقد قامت الأعمدة وأقواس تفصل بين الأبهاء الثلاثة في الكنيسة، لم يبقَ من هذه الأعمدة سوى قواعدها وبعض تيجانها. وتشاهد من هذا الجناح بقايا أديرة بلدة تلانيسوس المتناثرة بين دور قرية دير سمعان الحديثة . أما الجناح الشمالي للكنيسة فقد حفظت جدرانه الخارجية بشكل جيد وقد ضم جداره الشرقي تجويفاً حوى ثلاثة أضرحة ضخمة من القرن العاشر ربما لمحسنين أو لرجال دين عملوا خيراً للكنيسة ودفنوا فيها ليصلى من أجل راحة نفوسهم مع كل صلاة تقام في الكنيسة.
أما الجناح الجنوبي ، وهو يمثل الجنحة الأخرى في مخططه ،إلا أنه يمتاز بواجهته البديعة بأبوابها ومقدمة مدخلها (نارتكس) وأعمدتها وتيجان أعمدتها الكورنثية التي تميل أوراق الأكانت (الخرشوف) فيها مع الريح مرة إلى اليمين في أحد الأعمدة ومرة إلى اليسار في عامود آخر، بالإضافة إلى وجود أقواس تفريغ الحمولة أعلى سواكف الأبواب . وقد جرى ترميم بعض أجزاء من عناصر الواجهة من قبل تشالنكو وزملائه من العاملين في آثار حلب بدءاً من الثلاثينات وحتى الستينات، ومن بينهم المهندس جورج قلمكاريان وتشاهد الأحجار المصفوفة في البهوين الجانبيين ومن بينها حجر حوى نقش الصليب بشكل حرفين xوp وهما الحرفان الأولان من أسم السيد المسيح \”خريستوس\” باليونانية مع حرفي الألفا والاوميغا أول حرف وآخر حرف من الأبجدية اليونانية.
وهذا تعبير أستعمله القجيس يوحنا، كاتب الرؤيا، عن السيد المسيح \”أنا البداية والنهاية\”. ومما يؤكد أن الكنيسة هي كنيسة حج إلى مكان عامود القديس سمعان العامودي وجود بابين للبهو الأوسط خلف مقدمة بناء الواجهة الجنوبية (النارتكس) المؤلفة من ثلاثة أقواس عظيمة، كان يستعمل أحد البابين للدخول والآخر للخروج لتنظيم مرور الحجاج العديدين.