24 - 02 - 2019, 06:49 PM
|
رقم المشاركة : ( 24 )
|
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: تعالوا نتأمل فى صلاة غروب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mary naeem
طبيبنا اليوم
"يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الْأَبَدِ" (عبرانيين 13:8). لذلك يهتم الآن بأمراض البشر، ويريد أن يخفّفها. وكما كان يشفي المرضى في أماكن لم يكن حاضراً فيها جسدياً، هكذا يفعل الآن. ويريد أن يأتيه كل مريض طالباً منه الشفاء، وأن يعتبر المريض طبيبه البشري مكلَّفاً من المسيح، والعلاج الذي يستعمله مرسلاًَ من اللّه. وأن يشكر اللّه على نَيْل الشفاء لأنه هو الطبيب الأصلي، ولأن الشفاء هبة منه. قال الرسول يعقوب: "أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلَاةُ الْإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ" (يعقوب 5:14 و15).
يحسب المؤمن أن المسيح هو الطبيب الماهر الشهير، وأن الطبيب البشري هو الممرّض الذي يأخذ تعليماته من الطبيب ويعامل العليل بموجبها. فمهما كان اتكالنا على الممرّض عظيماً، وشكرنا له عند النهوض من المرض وافراً، يكون الاتكال الأعظم والشكر الأوفر للطبيب الذي درّبه استجابة لاستغاثتنا به.
المسيح وخلوته مع الآب
"وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلَاءٍ، وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلَّا يَذْهَبَ عَنْهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الْأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللّهِ، لِأَنِّي لِهذَا قَدْ أُرْسِلْتُ". فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ" (لوقا 4:42-44).
رأينا المسيح محاطاً بالجماهير - إنما الازدحام الدائم لا يوافقه، فلا يستغني مطلقاً عن الاختلاء مع الآب السماوي. ولذلك "في الصبح باكراً جداً، لما صار النهار، قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك". كانت خدمته للناس تسوقه إلى الصلاة للّه، لأنه بواسطة الاختلاء مع الآب يتأهّل لعمله اليومي الخطير بين الناس. كانت صلاته للّه تقوده إلى خدمة الناس حباً للّه، فيعود من صلاته إلى أعماله بنشاط جديد وفرح مضاعف. الحياة التي كلها صلاة تعطل خدمة المصلي. والحياة التي كلها خدمة تجعل الذي يخدم يفقد ما يحتاج إليه من الفوائد الروحية، التي بها يقدر أن يخدم الآخرين الخدمة العظمى والأسمى. فمع طهارة المسيح التامة وقوته الفائقة وكل كمالاته، كانت طبيعته البشرية تحتاج إلى الصلاة، وكانت هذه لذته العظمى، لا بل تنفسه الروحي الضروري الدائم. فمن أهم فروع الاستفادة من المسيح الاقتداء به في صلاته الانفرادية.
لكن لم يرْضَ الجمهور ولا تلاميذ المسيح الجدد، باختلائه هذا. فأخذ بطرس والذين معه يفتشون عنه، ولما وجدوه قالوا له: "إن الجميع يطلبونك". وأمسكوه لئلا يذهب عنهم أيضاً. أما هو فلم يسلّمْ لإِنسانٍ حقَّ الحكم في كيفية تحرُّكاته، بل كان يتبع دائماً هدى الروح الذي حلَّ عليه عند معموديته. فبينما يمتثل لطلب الناس تلطُّفاً، يستقلُّ عنهم ويخالف طلبهم، ولهذا قال: "ينبغي أن أبشر المدن الأخرى بملكوت اللّه. لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضاً، لأني لهذا قد أُرسلت".
فشرع من ذلك الوقت بخطة جديدة مختلفة عن غيره من معلمي الدين، الذين يتبعون خطة المعمدان، إذ يتخذون مراكز يستقبلون الناس فيها. والذي لا يقصدهم لا يراهم ولا يسمعهم. أما خطة المسيح فكانت على قاعدة "ابْن الْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19:10). وخصَّ مقاطعة الجليل وطنه أولاً في هذا.
وقد أشار البشير إلى أنواع عمله الثلاثة:
الكرازة ببشارة الملكوت، كما رأيناه يفعل في اليهودية.
محاربة إبليس وتحرير الناس من سكنه فيهم، كما فعل في مجمع كفر ناحوم صباح ذلك السبت الشهير.
|
ميرسى للتأمل الجميل مرمر
|
|
|
|