الله لم يشأ أن يكون موجوداً وحده فأنعم بالوجود على كائنات أخرى صارات موجودة
(( و من تواضع الله انه حينما خلق الإنسان خلقه في مجد )) على صورة الله وشبهه ومثاله
فكانت صورة الله أول مجد للإنسان وكانت البنوة لله مجداً آخر أعطاه للإنسان
و یقول الکتاب « الذین سبق فعرفهم سبق فعينهم لیکونوا مشابهين لصورة إبنه
والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضاً والذين دعاهم فهؤلاء بررهم ایضا
و الذین بررهم فهؤلاء مجدهم آیضآ )) ( روa : ۲۹ : ۳۰)
(( الخليقة نفسها ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله » ( رو ۸ : ۲۱)
ونقرأ في الكتاب عن إكليل المجد وعن المجد العتيد أن يستعلن فينا (رو 8 : 1٨ )
وأننا إن كنا نتألم مع الرب فسنتمجد معه ( رو8 :17 )
إنها أمجاد كثيرة تنتظر الإنسان في الأبدية غير الأمجاد التى يمنحها الله له في العالم
و یقول فی الزمور ( ۹۱ : ۱ ، ه۱ ) « لأنه تعلق إلى أنجيه أرفعه لأنه عرف إسمى يدعوفي فأستجيب له معه أنا في الضيق، أنقذه وأمجده ))
إن الله يفرح حينما يمنح المجد لأولاده ولكن المجد الذى للناس شىء والمجد الخاص بالله وحده شئ آخر
ذالك هو مجد لاهوته . مجد لاهوته لا يعطيه لآخر إنه مجد الله في الأعالى إنه المجد غير المحدود وغير المدرك
الذى نقول له عنه (( لك المجد والعز والسجود )) .
مهما نال الإنسان من مجد فلن يؤثر هذا على مجد الله فالنار قد تضىء منها مليون شمعة دون أن تنقص منها شيئاً
مبارك الرب الذى مجد أولاده بأنواع وطرق شتى منها مواهب الروح القدس والمعجزات
وما أعطاهم من سلطان على الشياطين و کل قوات العدو و جعلهم هیکلاً لروحه القدوس
و منحهم التبنى والمجد (رو9 :4)