عرض مشاركة واحدة
قديم 12 - 02 - 2019, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,310

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

17- وحيث أن الرب صار إنساناً وأخذ طبيعة إنسان ولم يكن هذا مجرد خيال، فلا معنى لإثارة موضوع الخطية كاعتراض على التجسد، لأن الذي تجسد هو خالق الجسد, أما عن الصراع الكامن في طبيعتنا فهو ما أخترعناه نحن من شرور نبتت من غواية الشيطان الذي علمنا كيف نعصي الله, وزرع هذه الغواية في طبيعتنا, هذا الصراع لا يزال في داخلنا بسبب ضعفنا, أما الرب فقد تجسد دون أن يتخلى عن إلوهيتة، وهو ما يعني أنه لا يوجد فيه صراع داخلي صادر من الطبيعة القديمة, أي إنساننا القديم. هذا يجعلنا نتعلم منه كيف "نخلع الإنسان القديم، ونلبس الإنسان الجديد" (أف4 : 22و24). وهذا في حد ذاته سر عجيب, فقد صار الرب إنساناً ولكن "بلا خطية"، وصار بذلك الإنسان الجديد الكامل, فكشف عما يقدر أن يفعله من أجلنا. وما يستطيع أن يفعله الرب بارادته، أعلنه في طبيعته، ودبر أن يأخذه عندما تجسد أي ميلاده من امرأة، والنمو في القامة حتى صارت حياته تحسب بالسنين، والجوع والعطش والنوم والألم والموت والقيامة. وهكذا حيث ساد جسد الإنسان، قدم يسوع جسده، وعندما ربطت النفس الإنسانية بقوة الموت، قدم يسوع نفسه، فاستطاع الذي لا يمكن أن يربطه الموت أن يكون حاضراً كإنسان وان يفك ربطات الموت كإله, وحيث زرع الفساد، ينمو عدم الفساد، وحيث ملك الموت على الصورة الإنسانية, أي النفس، يحضر عديم الموت والذي يعطي الخلود, وبذلك يجعلنا شركاء في عدم فساده وعدم موته بالرجاء في القيامة من الموت، وهكذا تم الخلاص عندما "لبس الفساد عدم الفساد والمائت عدم الموت" (1كو53:15), "وكما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، هكذا بإنسان واحد, يسوع المسيح, تملك النعمة بالبر للحياة الآبدية" (رو12:5).
وبعد كل هذا ماذا تقصدون بقولكم: "بدلاً من الإنسان الداخلي الذي فينا، كان المسيح عقل سمائي"؟ هل توافقون على تقسيم الإنسان الواحد إلى اثنين، واحد داخلي والثاني خارجي، ألم يفعل المسيح ذلك عندما رقد الجسد في القبر وذهبت النفس إلى الجحيم؟
هنا يجب أن نقرر أن شخصاً آخر كان الآخر مختلفا عنه في الجوهر، ولذلك أعطى جسده من أجل أجسادنا، ونفسه من أجل نفوسنا، وكان هذا الفداء كاملاً للإنسان كله، فهل سوف تهزأون مثل اليهود أعداء الحياة الذين سخروا من الصليب، فكانوا يمرون أمام صليبه يهزون روؤسهم سخرية (مت27 : 39).
أن الجحيم لم يكن يستطيع أن يحتمل ظهور اللاهوت غير محجوب في النفس الإنسانية، وهذه الحقيقة هي التي شهد بها الرسل والأنبياء.
  رد مع اقتباس