عرض مشاركة واحدة
قديم 12 - 02 - 2019, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

16- أما اذا قررتم الاستمرار في التفكير بهذا الشكل، صار من المحتم عليكم أن تختاروا بين ثلاثة اعتقادات باطلة وهي: إنكار التجسد, التجديف على اللاهوت, إنكار الخلاص، فأي من هذه الثلاثة تختارون؟ واذا افترضتم أن الآلام والموت كانت مجرد خيالات, فهذا يعني أن ما قيل عن التجسد في الاسفار ليس حقيقياً. وإذا افترضتم أن اللوغوس صار العقل الإنساني للنفس الإنسانية في الرب فهذا يعني أن نفسه لم تكن نفساً بشرية, ولم يكن لها ادراك بشري, لأنها كانت تفكر بواسطة اللوغوس الذي صار عقلا لها. وهذا تجديف لأن من يتصور بأن عديم التغير قد تغير فصار يشعر بالآلام والحزن والثقل فهو كافر. وإذا كانت الأناجيل تقول أن يسوع "اضطراب بالروح" فقد أعلن الرب نفسه بكلمات أخرى أنه يعني عقله الإنساني بقوله: "نفسي قد اضطربت" (يو12 : 27). وإذا كشف الرب بهذا عن عقله الإنساني فقد أعلن بذلك أن فيه ذات العنصر الذي فينا, وهذا ما جعله يترفق بنفوسنا، لأنه في الوقت الذي يتألم والآلام هي آلامه، فاننا نعترف بأنه غير متألم كإله. وكما فدانا بدم جسده، هكذا فدانا بفكره ونفسه فأعلن انتصار نفوسنا قائلاً: "أنا قد غلبت العالم" (يو16 : 33). وكما أن الدم عند المؤمنيين ليس دماً بشرياً وانما هو القوة القادرة على خلاصنا، هكذا نفسه وعقله وليسا بشرياً ضعيفا ينتمي إلى الإنسانية, وانما يعلن طبيعة اللاهوت.
وهكذا يدعى المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل، ليس لأن الكمال الإلهي قد تغير إلى كمال إنساني, فهذا كفر محض, ولا يعني هذا أننا نعترف باثنين كاملين كل منهما منفصل عن الآخر، لأن هذا ضد الإيمان القويم. كما أننا لا نقول بأنه تقدم ونما في الفضيلة والبر, حاشا لله. وإنما بالاتحاد الكامل صار الاثنين (اللاهوت والناسوت) واحداً كاملاً في كل شيء، هو نفسه الإله المتأنس. لذلك عينه قال الرب: "الآن نفسي قد أضطربت", أي أنها كانت تتألم, و "الآن" تعني عندما أراد. وهذا يوضح حقيقة تجسده، لأنه لم يكن يتكلم عن أمر لا وجود له، كما لو كان يتكلم عن شيء خيالي، وانما كان يعني أنه تألم فعلا وما حدث له كان حقيقيا.
  رد مع اقتباس