11- ان تعبير: "المساوي في الجوهر" هو تعبير قوي، ياليتكم لا تحاولون إفساد قوته بحذف الاشارة إلى "الجسد" او "الإنسان", وتمنعون استخدام هذه الكلمات الهامة في الكلام عن المسيح, فأنتم بذلك تقدمون على أمرين: إما أنكم تمنعون أن تبشرون بموته إلى أن يجيء، وبهذا تبطلون ما تبشر به الأسفار, أو أنكم تبشرون بموت "المساوي" للآب والروح القدس في الجوهر دون أن تعترفوا بأن المسيح "تألم في الجسد" (1بط1:4) وبهذا تجعلون اللاهوت هو الذي تألم. واذا تألم لاهوت الكلمة فقد تألم معه الآب والروح، بل لقد مات الآب والروح القدس أيضاً. وهذا يجعلكم أكثر كفراً من جميع الهراطقة. أما عن الموت فقد كان موت جسد ذاك "المساوي في الجوهر", وليس موت اللاهوت، كما أن الآب والروح القدس لم يتجسدا حسب التعليم الفاسد الذي يتمسك به أتباع فالنتينوس، وإنما التعليم الصحيح هو أن "الكلمة صار جسدا".
وأيضاً عندما نعترف بأن المسيح هو إله وإنسان، لا نقول هذا بقصد تقسيمه إلى إثنين, حاشا لله، وانما العكس، نحن نؤكد بتمام ما تعلنه الأسفار، لأن آلامه وموته التي حدثت هي التي "نبشر بها إلى أن يجيء". ونحن نعترف بأن موته وقيامته قد حدثا في جسد الكلمة، وفي نفس الوقت نؤمن بأن الكلمة نفسه غير متألم ولا متحول, وإنما هو الذي تألم دون أن يتألم، لأنه غير المتغير وغير المتألم كإله، ولكن "تألم في الجسد"(1بط1:4)، وأراد أن يذوق الموت لأنه صار "وسيطا بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي قدم ذاته فدية عن كثيرين" (1تي6:2). وأيضاً لأنه صار وسيطاً بين الله والإنسان: "والآن الوسيط لا يكون وسيطا لواحد، ولكن الله واحد" (غل3 : 20).